تحذيرات من تفشي الحصبة بين النازحين وتزايد العنف الجنسي ضد النساء في السودان
حذرت منظمة إغاثية من أن النزاع المتواصل في السودان من عمليات قصف واشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، يهدّد بتفشي الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال في مخيمات النازحين، وكذلك تزايد حالات العنف الجنسي ضد النساء.
وأبلغ شهود في ضاحية أم درمان بشمال غرب الخرطوم وكالة “فرانس برس” عن وقوع “اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مناطق حي العرب والسوق الشعبي والعرضة، كما حلّقت طائرات مقاتلة في سماء العاصمة وضواحيها، بحسب السكان.
وقالت قوات الدعم السريع، في بيان اليوم الأحد، إنها “أسقطت طائرة حربية من طراز ميغ، في منطقة شمال بحري (الكباشي)”.
وأفاد شهود عيان بشنّ عناصر الدعم السريع هجوما على مقر لقوات الاحتياطي المركزي بوسط أم درمان، فيما قال آخرون إنهم شاهدوا أعدادا من عربات قوات الدعم السريع تتجه نحو منطقة الشجرة، التي تقع فيها قيادة سلاح المدرعات”، جنوب الخرطوم.
ولجأ أكثر من 600 ألف شخص من النازحين إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصا إلى مصر شمالا تشاد غربا، حيث استقبلت تشاد الحدودية مع دارفور آلاف الفارين من الإقليم الذي توازي مساحته ربع مساحة السودان.
ومنذُ اندلاع النزاع، شهد إقليم دارفور بعضا من أسوأ أعمال العنف التي ترافقت مع انتهاكات انسانية وجنسية، اضافة إلى جرائم قتل على أساس عرقي، وعمليات نهب واسعة النطاق، وفق ما تؤكد منظمات إنسانية وشهود.
الحصبة تنتشر في المخيمات
وحتى قبل اندلاع النزاع الحالي، كان السودان يعد من أكثر دول العالم فقران ويحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان، لمساعدة إنسانية وحماية، بحسب الأمم المتحدة.
ولجأ مئات الآلاف من النازحين داخل البلاد إلى مناطق بقيت في منأى عن المعارك، لكنها تعاني كغيرها من صعوبة في توفير الخدمات الأساسية.
وحذّرت منظمة أطباء بلا حدو ،اليوم الأحد ،من أن ولاية النيل الأبيض، على مسافة نحو 350 كلم جنوب الخرطوم، باتت تستقبل “أعدادا متزايدة” من النازحين.
وكتبت عبر حسابها الرسمي على موقع “تويتر”: “تستضيف 9 مخيمات مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال”، محذّرة من أن “الوضع جرح” في ظل الاشتباه بحالات الحصبة وسوء التغذية لدى الأطفال.
وأشارت إلى أنه حرى معالجة “ما بين 6 و27 من شهر يونيو 223 طفلًا اشتُبه بإصابتهم بالحصبة، وتم إدخال 72 طفلًا وتوفي 13 في عيادتين ندعمهما”.
عنف جنسي
أفادت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل الحكومية، يوم أمس السبت، بتسجيل حالات جديدة من العنف الجنسي ضد النساء في الخرطوم ودارفور، خصوصا في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، مشيرة إلى أن معظم البلاغات والشهادات قُيدت ضد عناصر ينتسبون إلى قوات الدعم السريع.
وسبق للوحدة أن سجّلت 25 اعتداء جنسيا في نيالا عاصمة جنوب دارفور، معربة نع قلقها الشديد إزاء تنامي ظاهرة الاستهداف العرقي للنساء والفتيات”.
وحذّر حاكم دارفور وزعيم التمرد السابق مني مناوي، من أن النزاع الراهن دخل “مرحلة حرجة”، حيث تضاءلت فرص النجاح لكل المبادرات الإقليمية والدولية للخروج من الأزمة.
وتشدد المنظمات الإنسانية على أهمية تخصيص ممرات آمنة لعبور المساعدات خصوصا مع بدء موسم الأمطار، الذي يمتد بين شهري يونيو إلى سبتمبر، ويتسبب بفيضانات تودي بضحايا وتعيق الحركة على الطرق.
ويشهد السودان منذ الـ15 من شهر أبريل الماضي، معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، حيث أدى النزاع إلى مقتل نحو 2800 شخص ونزوح أكثر من 2,8 مليون شخص.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب