تحذيرات علمية من كارثة جديدة.. الانهيارات الأرضية تهدد القرى السودانية

حذر الدكتور كارم عبدالمحسن، الباحث في قسم العلوم الجيولوجية والبيئية بجامعة أريزونا الأميركية، من تكرار سيناريو الانهيارات الأرضية في السودان، بعد الكارثة التي شهدتها قرية ترسين في جبل مرة نهاية أغسطس الماضي، والتي أسفرت عن مصرع أكثر من ألف شخص، إثر انهيار الصخور والأتربة من المنحدرات الجبلية.
وفي حوار صحفي، أكد عبدالمحسن أن الحادثة ليست الأولى من نوعها، لكنها تُعد الأخطر من حيث عدد الضحايا، مشيرًا إلى أن الانهيارات الأرضية في السودان باتت ظاهرة متكررة نتيجة عوامل طبيعية وبشرية متداخلة.
وأوضح أن التغيرات المناخية، وهطول الأمطار الغزيرة، إلى جانب النزوح السكاني إلى مناطق غير آمنة، وإزالة الغطاء النباتي، وحفر المناجم العشوائية، كلها عوامل ساهمت في إضعاف التربة وتحفيز الانهيارات، واصفًا الأمطار الغزيرة بأنها “ضغطة الزناد” التي تطلق الكارثة.
وأشار إلى أن الغطاء النباتي يلعب دورًا حيويًا في تثبيت التربة ومنع الانزلاقات، داعيًا إلى الاستفادة من تجارب ناجحة مثل منطقة عسير في السعودية، التي نجحت في تقليل الانهيارات عبر إعادة التشجير.
كما كشف عن وقوع تحذيرات سابقة، أبرزها حادثة قرية تربا عام 2018 التي أودت بحياة 18 شخصًا، مؤكدًا أن تجاهل تلك الإنذارات ساهم في تفاقم الوضع.
وحذر عبدالمحسن من أن مناطق أخرى مثل جبل النوبة وجبال البحر الأحمر معرضة لخطر مماثل، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل:
تهجير القرى من المنحدرات الجبلية
إعادة الغطاء النباتي
التخطيط العمراني بعيدًا عن الأخاديد
استخدام أجهزة الإنذار المبكر والمسح الجيولوجي
وأكد أن استمرار المناخ المتطرف في المنطقة ينذر بانهيارات جديدة خلال السنوات المقبلة، ما لم تُتخذ خطوات وقائية جادة على المستوى الوطني.
