تحالف “الحلو – الدعم السريع”.. صدمة للبرهان وتغيير في معادلة الصراع السوداني

شكلت خطوة انضمام “الحركة الشعبية – شمال” بقيادة عبد العزيز الحلو إلى تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”. والحكومة المزمع إقامتها على الأراضي التي تسيطر عليها “قوات الدعم السريع” في السودان، نقلة نوعية واختراقاً استراتيجياً في مسار الأزمة السودانية، وفق خبراء.
وكانت مصادر سودانية أفادت باكتمال المشاورات النهائية حول الإعلان السياسي ووثيقة الدستور المؤقت، مرجحةً التوقيع على الوثيقتين اليوم، من أجل تأسيس حكومة السلام والوحدة في السودان.
وأكد الخبراء، في تصريحات أن انضمام الحلو شكل صدمة كبيرة لحكومة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان التي تتخذ من بورتسودان عاصمة مؤقتة لها.
-
الحركة الشعبية تصر على إشراك الدعم السريع في المفاوضات مع الحكومة
-
تكبيد الجيش السوداني لـ “الحركة الشعبية” خسائر فادحة
ويضم التحالف الجديد أحزاباً سياسية وحركات مسلحة وإدارات أهلية وكيانات مجتمعية داعمة لـ”الدعم السريع” في السودان، إذ تتألف من ثلاثة مستويات حكم هي مجلس سيادة. وآخر للوزراء يمثل السلطة التنفيذية، وبرلمان بمثابة السلطة التشريعية والرقابية.
واعتبر عدد من المراقبين انضمام الحلو للتحالف الجديد بمثابة اختراق كبير لجمود استمر لفترة طويلة مع الحركة الشعبية – شمال، وخطوة مهمة لبناء السودان. وأنه مسعى مهم لاستكمال السلام الشامل والعادل في البلاد. والذي من شأنه أن يفكك تعقيدات الواقع الموروثة منذ الاستقلال.
-
انضمام قيادي بالحركة الشعبية لصفوف “الدعم السريع”
-
تقرير جديد: الإخوان المسلمون يتغلغلون في صفوف المقاومة الشعبية بالسودان
وتتكون الحركة الشعبية من مواطنين سودانيين اختاروا الوقوف إلى جانب دولة جنوب السودان أثناء الحرب الأهلية بقيادة زعيم الحركة الشعبية الراحل جونقرنق دمبيور. وبعد انفصال جنوب السودان 2011 وفقا لاتفاقية السلام الشامل، التي منحت جبال النوبة والنيل ما عرفت بـ”المشورة الشعبية”، سرعان ما اندلعت الحرب، وانفرد فصيل الحركة الشعبية. الذي يقوده الحلو، بمنطقة كاودا الجبلية الحصينة، وأنشأ إدارة مدنية مستقلة ظلت تحكم المنطقة.
نقلة وتتويج للنضال
في السياق، قال القيادي وعضو وفد التفاوض بقوات “الدعم السريع” عز الدين الصافي إن “مشاركة الحركة الشعبية – شمال. بقيادة الجنرال عبد العزيز الحلو في مؤتمر نيروبي تمثل لحظة تاريخية من ميلاد الدولة السودانية وإعادة تأسيسها على أسس جديدة”.
-
لتفتيت السودان.. تأجيج الحركة الاسلامية لخطاب الكراهية
-
“الضعين” تشهد ترحيبًا حارًا بتشكيل حكومة السلام السودانية
وعد الصافي انضمام الحلو إلى التحالف التأسيسي “تأسيس”. بعد نضال دام أكثر من 40 عاماً بمثابة نقلة نوعية واختراق كبير في مسار الأزمة السودانية”.
وأضاف “مشاركة الجنرال الحلو تمثل تتويجاً لكل نضالات ثوار الهامش لأكثر من 60 عاماً، في لحظة تلاحم فيها كل السودانيين من أجل رؤية تأسيس الدولة السودانية. ومخاطبة جذور الأزمة لولادة وطن جديد تنتهي فيه كل المظالم، ويتساوى الناس على أساس المواطنة دون تمييز أو إقصاء”.
-
مجزرة جديدة للجيش السوداني في كردفان ودارفور.. مئات الضحايا بينهم أسرة حمدوك
-
تحالف “الحلو – الدعم السريع”.. صدمة للبرهان وتغيير في معادلة الصراع السوداني
آلاف المتظاهرين بولايات دارفور يؤيدون تشكيل حكومة مدنية وسط سخط واسع من سلطة بورتسودان pic.twitter.com/zNjwOQPPbs
— عمر جبريل – Omer Gibril (@OmerGibril) February 21, 2025
مشروع وطني
ويقود عبد العزيز آدم الحلو الحركة الشعبية لتحرير السودان. التي تتخذ من كاودا بجبال النوبة بولاية جنوب كردفان منطقة “محررة” ويحكمها بعيداً عن الحكومة المركزية في الخرطوم منذ 2011. وظل طوال تلك الفترة يخوض قتالاً مع الجيش السوداني في جنوب كردفان وجزء من ولاية النيل الأزرق.
وسجلت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر نيروبي مشاركة قائد ثاني قوات “الدعم السريع” عبدالرحيم دقلو، و”حركة العدل والمساواة – جناح سليمان صندل”، و”تجمع قوى تحرير السودان” بقيادة الطاهر حجر. وقيادات “الجبهة الثورية”، وكذلك رئيس “حزب الأمة القومي” فضل الله برمة ناصر، ورئيس القطاع السياسي بـ”الحزب الاتحادي الأصل” إبراهيم الميرغني. ورئيس “الحركة الشعبية – شمال” عبدالعزيز الحلو، فضلاً عن فئات نوعية تشمل مثقفين وإدارات أهلية ودينية وطرقاً صوفية.
-
السودان.. ماذا يتضمن الميثاق التأسيسي لتشكيل حكومة موازية؟
-
تأجيل التوقيع على ميثاق تشكيل “حكومة السلام” في السودان.. ما الأسباب؟
بُعد قومي وتأثير عسكري
على الصعيد نفسه، أوضح المحلل السياسي الجميل الفاضل أن “انضمام الجنرال عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال، إلى تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” ليس حدثاً عابراً. لأن وجود الحركة بمكوناتها الاجتماعية من شأنه أن يضفي على التحالف .بعداً قومياً يتخطى به التصنيفات الإثنية الضيقة ويوسع رقعة الأرض التي ستقوم عليها سلطة حكومة السلام المرتقبة.
آلاف المتظاهرين بولايات دارفور يؤيدون تشكيل حكومة مدنية وسط سخط واسع من سلطة بورتسودان pic.twitter.com/zNjwOQPPbs
— عمر جبريل – Omer Gibril (@OmerGibril) February 21, 2025
