انقسامات سياسية وعسكرية تعصف بمناوي وسط تصعيد في الفاشر

يتصاعد التوتر في إقليم دارفور مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في محيط مدينة الفاشر. التي تعيش تحت الحصار منذ أسابيع، وسط انقسامات داخلية تضرب حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، حاكم الإقليم. الذي يواجه تحديات متشابكة تهدد تماسك حركته واستقرار المدينة الاستراتيجية.
-
الحرب والجوع يدفعان أكثر من 400 ألف نازح لترك الفاشر
-
السودان ينزف في الفاشر.. حصار وتجويع وميليشيات إخوانية متورطة
في أعقاب تصريحات أدلى بها مناوي قبل أيام، كشف فيها عن خلافات داخل القيادة العسكرية في بورتسودان، خرجت قيادات من داخل حركته في مؤتمر صحفي تطالب بإصلاحات هيكلية. ما كشف عن جبهة جديدة من المواجهات يخوضها مناوي داخل صفوفه.بالتوازي مع المعارك الميدانية في دارفور. تصريحات مناوي التي أثارت الجدل تضمنت انتقادات لقيادات في الدولة اعتبر أنها تركز على تحرير الخرطوم والجزيرة، وتقلل من أهمية الحرب في مناطق أخرى. واصفًا هذا التوجه بأنه يعكس نظرة ضيقة وغير وطنية.
عقب تلك التصريحات، غادر مناوي البلاد بعد أن فوّض والي وسط دارفور، مصطفى تمبور، للقيام بمهامه، ما فتح الباب أمام تكهنات بشأن أسباب المغادرة. مصادر مطلعة أفادت لصحيفة “التغيير” بأن مناوي توجه إلى ألمانيا حيث تقيم عائلته، على أن يعود إلى بورتسودان خلال أسبوع. من جانبه، نفى تمبور وجود أي خلافات وراء مغادرة مناوي، مؤكدًا في منشور على صفحته الرسمية أن الحديث عن عدم عودته مجرد شائعات يروج لها من وصفهم بـ”السذج وأصحاب الأغراض”.
-
تأكيدات ميدانية: لا حصار على الفاشر والحياة تسير بشكل طبيعي
-
كارثة إنسانية تضرب الفاشر.. ومجلس الطوارئ يقرع ناقوس الخطر
في مطلع أغسطس، كشف مناوي خلال لقاء مع ممثلي الإدارات الأهلية عن خلافات بينه وبين قيادات عسكرية في الجيش. مشيرًا إلى تقاعسها عن التقدم نحو الفاشر، ومؤكدًا وجود مسؤول رفيع يرى أن الحرب خارج الخرطوم لا تستحق الاهتمام. وفي ظل غياب مناوي. أعلن تمبور تجهيز قوة قتالية للمشاركة في العمليات العسكرية بدارفور، عقب اجتماع جمعه مع ولاة الإقليم، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لتجاوز حالة الانقسام وتصحيح المسار.
مناوي نشر عبر صفحته على فيسبوك تهنئة للقوات المشتركة بمناسبة صدّها الهجوم رقم 227 لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر. ما يعكس استمرار التنسيق العسكري رغم التوترات السياسية داخل الحركة. وفي الثاني من أغسطس، أصدر مناوي قرارًا بإعفاء عدد من قيادات الحركة من مناصبهم، بينهم مستشاره المالي آدم النور محمد. ومساعده للشؤون القانونية محمد محمود كورينا، ومستشاره الإعلامي مصطفى عبد الله أبكر.
-
هزيمة الفاشر… سقوط الأقنعة عن الجيش السوداني
-
هزيمة الفاشر الكبرى: تحقيق في انهيار الجيش السوداني وتداعياته الخطيرة
ردًا على هذه القرارات، عقد عدد من القيادات المقالة مؤتمرًا صحفيًا في العاصمة اليوغندية كمبالا، أعلنوا فيه مساعيهم لعزل مناوي وتشكيل قيادة جديدة للحركة. واتهمت المجموعة قيادة الحركة بالتخلي عن المبادئ الثورية، والانخراط في تحالفات سياسية وصفوها بأنها تخدم أجندات الإسلاميين. وتغذي الخطاب القبلي، وتدفع الحركة نحو حروب بالوكالة. ووقع على بيان الانشقاق كل من محمود كورينا، متوكل محمد موسى، الفاضل التجاني، عصام الحاج، وعصام كتر. ما يعكس اتساع دائرة الانقسام داخل الحركة في لحظة حرجة من تاريخ الإقليم.
في تطور جديد يعكس تصاعد التوتر داخل حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي. أعلنت مجموعة من أعضاء المكتب التنفيذي انشقاقها عن القيادة الحالية، في خطوة وصفها المستشار الإعلامي السابق لرئيس الحركة، مصطفى الجميل، بأنها ستترك أثرًا بالغًا داخل الحركة. بالنظر إلى امتداد نضالات هذه المجموعة لأكثر من ثلاثة وعشرين عامًا. وأوضح الجميل في تصريحاته لصحيفة “التغيير” أنه فوجئ بتعليق عضويته في الحركة، ما دفعه إلى تقديم استقالته. مؤكدًا أن أعضاء مجموعة الإصلاح لا يزالون جزءًا من الحركة، ويسعون إلى إصلاح بنيتها التنظيمية، وهو حق يكفله لهم الدستور الداخلي.
-
هزيمة الجيش السوداني في الفاشر… خسارة كشفت حقيقة المتورطين في قمع المدنيين
-
هزيمة الجيش السوداني في الفاشر… سقوط القوة التي وجهت بنادقها نحو المدنيين
وفي معرض رده على سؤال حول أسباب تأخر إعلان الانشقاق رغم سنوات الحرب. أشار الجميل إلى أن أعضاء المجموعة، رغم موقعهم في المكتب التنفيذي. لم يتلقوا توضيحات بشأن تحول الحركة عن موقفها المحايد، متسائلًا عن جدوى القتال إلى جانب الجيش السوداني، في حين أن الحركة تأسست لمناهضة الظلم الذي تمارسه المؤسسة العسكرية. وأضاف أن الاصطفاف مع الجيش يتناقض مع المبادئ التي قامت عليها الحركة، ولا يمكن تبريره بأي حال.
وفي ما يتعلق بالاتهامات التي تشير إلى أن الانقسام يحمل طابعًا إثنيًا، نفى الجميل ذلك بشكل قاطع، معتبرًا أن ظروف الحرب دفعت السودانيين إلى تفسير الأحداث من منظور قبلي. رغم أن جميع المنشقين ينتمون إلى إقليم دارفور، ولا تربطهم خلفيات إثنية موحدة. كما علّق على تصريحات مناوي الأخيرة التي كشفت عن صراعات مكبوتة مع السلطات في بورتسودان. موضحًا أن هذه الخلافات تعود إلى أكثر من خمسة وعشرين عامًا، وأن المجموعة التي تسيطر على بورتسودان اليوم هي ذاتها التي ارتكبت انتهاكات بحق المدنيين في عام 2003، من قصف بالطيران إلى الاعتقالات والتعذيب، دون أن يتغير نهجها أو نظرتها إلى مناوي حتى وهو يقاتل إلى جانبها.
-
أزمة ثقة في الفاشر.. اتهامات للقيادة بالفساد ونهب مخصصات الغذاء
-
جولة قتال جديدة في الفاشر.. المدينة على صفيح ساخن
من جانبه، قلّل أستاذ الدراسات الأفريقية، محمد تورشين، من تأثير الانشقاق على سير المعارك. مشيرًا إلى أن المجموعة المنشقة لا تضم قيادات عسكرية ميدانية. وبالتالي فإن تداعيات الانقسام ستكون سياسية الطابع. وأكد تورشين في حديثه لـ”التغيير” أن المعارك، وعلى رأسها معركة الفاشر. لن تتأثر بهذه الانقسامات، نظرًا لأن تأثير الخلافات السياسية على العمليات العسكرية يظل محدودًا. وأضاف أن حركة مناوي كانت الأكثر تماسكًا بعد اندلاع حرب 15 أبريل. مقارنة بالحركات الأخرى التي شهدت انقسامات واسعة. لكنه أشار إلى أن انقسام الحركات الدارفورية أمر متكرر في اللحظات المفصلية من تاريخ السودان، ويُعد جزءًا من ديناميات العمل السياسي والعسكري في الإقليم.
-
اشتباكات عنيفة تضرب مدينة الفاشر وسط مخاوف من تصعيد واسع
-
تصعيد ميداني: الدعم السريع تُسقط مسيّرة تابعة للجيش بالفاشر
-
الفاشر تحت قبضة الدعم السريع: انهيار دفاعات القوات المشتركة ونزوح منظم للسكان
