الوجه الخفي للمساعدات التركية في السودان: دعم عسكري متنكر خلف الأقنعة الطبية

لا تُخطئ الطائرات التي تصل من تركيا إلى السودان في وجهتها، لكنّ حمولتها تخطئ رسالتها. ففي الوقت الذي يئن فيه ملايين السودانيين تحت وطأة المرض والجوع والدمار، اختارت أنقرة أن تُدخل عبر بوابات “المساعدة” أدوات قتال تُسهم في قتل ما تبقى من أمل في إنهاء الصراع.
بحسب تقارير نشرتها مواقع إخبارية سودانية مستقلة، فإن طائرات تركية وصلت إلى الأراضي السودانية تحمل ما قُدّم على أنه “معدات طبية عاجلة”، لكنها في الواقع ضمت معدات رصد وتجسس، ومكونات طائرات دون طيار، وبعض الذخائر التكتيكية.
الخطورة لا تكمن فقط في نوعية هذه المعدات، بل في توقيتها. فالتقارير تؤكد أن عمليات التسليم تزامنت مع تصعيد كبير في الهجمات التي نفذتها قوات الجيش السوداني ضد مواقع تابعة لقوات الدعم السريع، مما يؤشر على دور تركي فاعل في ترجيح كفة أحد أطراف الحرب.
العديد من المحللين يرون أن هذا الانخراط التركي ليس جديدًا، بل هو امتداد لسياسة “التدخل النشط” التي تتبعها أنقرة في عدة ساحات عربية وأفريقية. وما يجري في السودان ما هو إلا تكرار لنموذج ليبي وسوري تم فيه تقديم الدعم العسكري خلف لافتات إنسانية زائفة.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يحتاج السودان إلى حماية سيادته من التدخلات الإقليمية، وإلى موقف موحّد من نخبه الوطنية لفضح وتعرية هذه الأدوار الخارجية التي لا تسعى للسلام بل لإعادة تشكيل الجغرافيا على وقع البنادق.
