اللاجئون السودانيون في تشاد يروون: اغتصاب وتطهير عرقي
فر الآلاف من السودانيين بسبب أدت الحرب المستعرة في بلادهم وحدوث تطهير عرقي وعمليات اغتصاب ممنهج، وهو ما رواه السودانيون في ملجأ في المخيمات المكتظة في صحراء بشرق تشاد، حسب وكالة “فرانس برس”.
قصص مروعة
تحاول مريم آدم يايا (34 عاما) جالسة على الأرض أمام مسكنها في مخيم أدري، إسكات جوعها باحتساء شاي غلته على الحطب، وعبرت مريم وهي من قبيلة المساليت، الحدود سيراً بعد رحلة استغرقت أربعة أيام، من دون طعام، فيما كانت تحمل ابنها البالغ ثماني سنوات على ظهرها. وتقول إنها اضطرت لترك سبعة من أطفالها الآخرين بعد هجوم شنّه رجال “مدججون بالسلاح” على قريتها.
قتل عشوائي
وفي دارفور، يتعرّض المدنيون لأعمال عنف على نطاق واسع؛ ما أثار مخاوف الأمم المتحدة من حدوث إبادة جماعية جديدة في الإقليم. وتروي مريم لوكالة فرانس برس “ما شهدناه في أردماتا كان مروّعاً، ميليشيات مجهولة قتلت مسنين وأطفالاً بشكل عشوائي”.
وفي مدينة أردمتا وحدها، في غرب دارفور، قتل أكثر من ألف شخص مطلع نوفمبر على أيدي جماعات مسلحة وفقا للاتحاد الأوروبي، وأجبرت أعمال العنف هذه أكثر من ثمانية آلاف شخص على الفرار إلى تشاد المجاورة خلال أسبوع، بحسب الأمم المتحدة.
إدانة دولية
واتّهمت عواصم غربية من بينها واشنطن “عناصر من ميليشيات مسلحة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأعمال تطهير عرقي”، ويشتبه الاتحاد الأوروبي أيضاً في حدوث “تطهير إثني” في دارفور.
وأعرب مجلس الأمن عن “قلقه” إزاء انتشار العنف في السودان، فيما روى ناجون فروا من العنف في دارفور قصصاً مروعة عن عمليات قتل واغتصاب تجري على نطاق واسع، وسط حركة نزوح متصاعدة إلى خارج البلاد.
تكدس اللاجئين
وبمجرّد وصول اللاجئين إلى منطقة وداي الحدودية، يتكدّسون في المخيمات التي تديرها منظمات غير حكومية وفي مخيمات أخرى غير رسمية، حيث يقيمون ملاجئ بما توافر من مواد.
وتضم تشاد أكبر عدد من اللاجئين السودانيين، ووصل عددهم إلى قرابة نصف مليون شخص، منذ بداية الحرب بحسب آخر حصيلة صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويضاف الجوع إلى معاناة النزوح والفظائع التي شهدها السودانيون، وتقول مريم إنه منذ وصولها إلى تشاد مع طفلها “بالكاد نجد ما نأكله”.
ويشكل نقص المياه مصدراً للتوتر في المخيمات، تسعى المنظمات الإنسانية الموجودة فيها لتخفيفه.
جالسة على سرير في منشأة طبية تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية على مشارف مخيم أدري، تقول أميرة خميس (46 عاما) وهي لاجئة من المساليت في دارفور فقدت خمسة من أطفالها إن مسلحين “قتلوا العديد من الرجال واغتصبوا البنات، اغتصبوا النساء وقتلوا الرجال والشباب”.
وتضيف لوكالة فرانس برس “يقتلون (أصحاب البشرة) السوداء الحاقة، كانوا يقولون إن التاما والبرقو (قبيلتان) معهم، لكن الذي رأيناه هو أن الدعم هو من قتل أكثر”. وتتابع “حدثت مشاكل (في الجنينة). بعد المشاكل انتقلنا إلى أردمتا، وبعد انتقالنا إلى أردمتا نهبوا كل شيء… وقعت مشاكل في أردمتا وتعرضت للإصابة بقذيفة”.
ويقول أمير آدم هارون، وهو لاجئ من المساليت أصيب بكسر في الساق بشظية متفجرة .”هاجمونا أيضا عندما نقلت إلى تشاد لتلقي العلاج”.
وبالإضافة إلى السبعة ملايين نازح داخليا. أفادت الأمم المتحدة الخميس بأن مليونا ونصفا آخرين فروا إلى دول مجاورة.
ومنذ اندلاع القتال في 15 أبريل تحولت مدينة ود مدني. الواقعة على بعد 180 كيلومترا جنوب الخرطوم، إلى ملاذ لآلاف النازحين من مناطق أخرى. لكن مجلس الأمن قال إن القتال وصل إلى هناك أيضا. ما دفع بالنازحين إلى الفرار مرة أخرى.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الخميس: إنه “بحسب المنظمة الدولية للهجرة. فر ما يصل إلى 300 ألف شخص من ود مدني بولاية الجزيرة في موجة نزوح جديدة على نطاق واسع”.
وفيما تتواصل المعارك للسيطرة على مواقع رئيسية في المدينة. أغلق أصحاب المتاجر محلاتهم وقاموا بتدعيمها خشية أعمال نهب. فيما اختفت النساء من الشوارع خشية عنف جنسي.
حركة نزوح كبيرة تجاه إثيوبيا
وتشهد إدارة جوازات ولاية القضارف السودانية ازدحاماً خانقاً .ونزوحاً كثيفاً عقب فتح معبر القلابات الحدودي مع إثيوبيا.
نداءات استغاثة
وأطلقت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء نداء استغاثة عاجلا للمنظمات الإنسانية الدولية للتدخل السريع في مدينة “ود مدني” ومناطق ولاية الجزيرة. مؤكدة أن الأوضاع أصبحت كارثية بعد دخول مسلحين إليها.