السودان يحترق من جديد.. وكتائب الإخوان تعود للواجهة

في خضم التصعيد الدامي الذي يشهده السودان، برزت اتهامات جديدة تشير إلى تورط جماعة الإخوان في تأجيج الصراع وتعزيز الخطاب المتطرف، سلط التقرير الضوء على تحركات التنظيم في ظل الفوضى الأمنية، متحدثًا عن دلائل على دعم الجماعة لبعض الفصائل المسلحة المتشددة.
ويشير التقرير إلى أن التنظيم الإخواني استغل الانقسام بين الجيش وقوات الدعم السريع لبسط نفوذه داخل بعض المناطق، حيث يستثمر حالة التوتر لتجنيد الأفراد ونشر الفكر المتطرف. كما نُقل عن مصادر أمنية سودانية قولها إن هناك مخاوف من تحول بعض المدن إلى مراكز لتدريب عناصر مرتبطة بالتنظيمات الإرهابية.
الحكومة السودانية باتت تتابع بقلق أنشطة مشتبه بها لجماعات دينية تنشط في الخفاء، يعتقد أنها تابعة لقيادات إخوانية سابقة فرّت إلى الخارج ثم عادت بسرية خلال الحرب. وأوضح التقرير أن هناك توجهًا لتوسيع رقعة التحقيقات بشأن علاقات محتملة بين الإخوان وبعض المجموعات المسلحة المتطرفة في دارفور وشرق السودان.
ولا تنفصل هذه المعطيات عن مسار أوسع يشهده الإقليم، إذ يُنظر إلى السودان كمسرح جديد للحركات المتطرفة الهاربة من التضييق الأمني في دول الجوار. ويُرجّح أن الجماعة تسعى لإعادة تشكيل خلاياها في الداخل السوداني، عبر التمويل الخارجي والتحالفات القبلية، مستغلة الفراغ المؤسساتي القائم.
ومع تزايد التقارير الميدانية عن أنشطة مشبوهة، تزداد المخاوف من عودة السودان إلى مرحلة تمركز التنظيمات الإرهابية كما حدث في تسعينيات القرن الماضي، وبينما يرزح المدنيون تحت نيران الحرب، تبقى معركة الدولة مع الإرهاب صامتة، لكنها مرشحة للانفجار في أي لحظة.
