تسريبات

السودان.. ما هي خريطة سيطرة الأطراف العسكرية؟


اقتربت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، من شهرها الثالث، وسط استمرار القتال العنيف، وتراجع فرص السلام بعد توقف محادثات منبر مدينة “جدة السعودية” قبل نحو أسبوعين.

واحتدمت يوم الأحد المعارك العسكرية في العاصمة الخرطوم، بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط دوي الانفجارات العنيفة في كل من مدن “الخرطوم وبحري وأم درمان”.

وحسب شهود عيان من مناطق متفرقة بالعاصمة السودانية، فإن معارك اليوم هي الأعنف من نوعها خلال الآونة الأخيرة حيث استمرت لأكثر من 7 ساعات متواصلة.

وقال شهود عيان إن المعارك اندلعت منذ الصباح الباكر، في مناطق “الكدرو والفكي هاشم والكباشي” بالخرطوم بحري، بجانب مناطق “شمال السوق الشعبي” بمدينة أم درمان، مع تحليق متواصل لطائرات الاستطلاع والغارات الجوية.

وفي الأثناء استمرت عمليات القصف المدفعي بعيد المدى حيث سقطت بعض هذه القذائف على منازل المواطنين في مناطق “الملازميين” بأم درمان، و”اركويت” جنوب الخرطوم.

مواقع سيطرة الجيش

وحسب مصادر عسكرية تحدثت لـ”إرم نيوز”، فإن الجيش السوداني ما زال يحتفظ بسيطرته على أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية، ومنها القيادة العامة بالخرطوم وسلاحا “المدرعات والشجرة” جنوب الخرطوم، بجانب “سلاح المهندسين” بأم درمان، إضافة إلى معسكرات في أطراف العاصمة مثل “المظلات كرري، وقاعدة وادي سيدنا الجوية” في شمال أم درمان، فضلا عن مواقع عسكرية في شمال مدينة الخرطوم بحري.

وبينما يتحصن الجيش في مدينة الخرطوم داخل مقرات “القيادة العامة”، و”سلاح المدرعات” بالشجرة، ينتشر جنوده بشكل واسع في شوارع مدينة أم درمان في عدد من الأحياء التي يسيطرون عليها، خصوصا شمال المدينة، وقرب سلاح المهندسين.

ويعد “سلاح المهندسين” من المواقع الحصينة للجيش السوداني، حيث يدير منه العمليات العسكرية في مدينة أم درمان، ويقع بين مدخلي جسري “الفتيحاب والنيل الأبيض” من الجهة الغربية، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على الجهة الشرقية ناحية الخرطوم.

وظلت قوات الدعم السريع تهاجم “سلاح المهندسين” من حين لآخر، من مواقعها القريبة منه، مثل أحياء “المنصورة والمربعات والفتيحاب”، حيث نزح غالب سكان هذه المناطق من منازلهم بعد أن أصبحت مسارح للعمليات العسكرية.

والسبت أعلن الجيش السوداني عزمه تنظيف مدينة أم درمان من قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن قواته الخاصة بدأت عمليات نوعية ضد “المتمردين” في المنطقة.

كما يحتفظ الجيش بمواقع عسكرية في منطقة “الكدرو” التي تقع شمال مدينة الخرطوم بحري على الطريق القومي المؤدي إلى ولاية نهر النيل، بينما تربض قوات الدعم السريع على مسافة غير بعيدة منها.

وظلت هذه المنطقة تشهد منذ أيام معارك محتدمة بين الطرفين، حيث أعلنت قوات الدعم السريع في وقت سابق سيطرتها على واحد من هذه المعسكرات، فيما تحاصر البقية.

وقبل يومين قالت قوات الدعم السريع إنها “صدت حراكا لقوات الانقلابيين والفلول لإسناد منطقة الكدرو العسكرية المحاصرة، وكبدوا المعتدين خسائر في الأرواح والعتاد، واستولت على 5 مركبات عسكرية بكامل عتادها الحربي وعدد من الأسرى بينهم جرحى تم تحويلهم لتلقي العلاج”.

مواقع سيطرة الدعم السريع

في المقابل تحتفظ قوات الدعم السريع بكل معسكراتها في أطراف العاصمة عدا معسكر “جبل سركاب” بكرري شمال مدينة أم درمان الذي سقط في الأسبوع الأول للحرب بيد الجيش السوداني.

ومن بين هذه المعسكرات التي تتواجد بها قوات الدعم السريع حالياً، معسكر “الصالحة” جنوب أم درمان، و”طيبة” جنوب الخرطوم، و”قري” شمال مدينة الخرطوم بحري، كما تسيطر قوات الدعم السريع على مواقع إستراتيجية مثل القصر الجمهوري، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، ومطار الخرطوم الدولي، وجزء من مباني القيادة العامة للجيش، بحسب مصادر “إرم نيوز”.

إضافة إلى ذلك كانت قوات الدعم السريع قد بسطت سيطرتها على عدد من المواقع العسكرية التابعة للجيش خلال فترة الحرب الماضية، ومنها “منطقة الخرطوم المركزية” قرب القيادة العامة للجيش، و”المنطقة الاستراتيجية” قرب مدخل جسر الفتيحاب من جهة الخرطوم، و”القاعدة الجوية” بشارع الستين، إضافة إلى “مصنع اليرموك للأسلحة”، فضلا عن مقر رئاسة شرطة “الاحتياطي المركزي” جنوب الخرطوم.

وتقول قوات الدعم السريع إنها تحاصر حالياً عددا من المواقع العسكرية التابعة للجيش بينها سلاحا “المدرعات والذخيرة” بالشجرة، إضافة إلى “القيادة العامة”، و”سلاح المهندسين” بأم درمان، ومواقع عسكرية في مدينة الخرطوم بحري، كما تقول إنها تطوق العاصمة السودانية بأكملها، من خلال السيطرة على مداخل ومخارج مدنها الثلاث، بجانب مطار الخرطوم، فضلا عن سيطرتها على كافة جسور العاصمة الداخلية إما كليا أو جزئيا.

والجسور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع سيطرة كلية، هي “جسر شمبات” الرابط بين أم درمان والخرطوم بحري، وجسور “المك نمر والمنشية وسوبا” التي تربط بين مدينتي بحري والخرطوم.

وتسيطر جزئيا على جسري “القوات المسلحة وكوبر” من جهة بحري، وجسري “الفتيحاب والنيل الأبيض” من جهة الخرطوم، بينما يسيطر عليهما الجيش من جهة أم درمان، وكبري “الحلفايا” من جهة الخرطوم بحري، فيما يسيطر الجيش من جهة أم درمان.

ويُعاني السودان منذ أكثر من شهرين من اضطراب أمني واسع جراء الحرب التي اندلعت في الـ15 من شهر أبريل/نيسان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع. حيث تشهد العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات، قتالا عنيفا تسبب في نزوح ولجوء نحو مليوني شخص من الخرطوم ودارفور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى