أحداث

السودان في مهب العاصفة.. هل تسقط الدولة من الداخل؟


شهدت الأوضاع في السودان تفاقمًا حادًا خلال الأسابيع الماضية، مع استمرار النزاع العسكري بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع؛ ما أسفر عن سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين، إضافة إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين داخل البلاد إلى المناطق المجاورة.

القتال العنيف في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى تسبَّب في تدمير العديد من البنى التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس؛ مما زاد من معاناة المواطنين الذين يواجهون صعوبة في الحصول على الخدمات الأساسية. 

كما تفاقمت أزمة الغذاء والدواء، حيث يواجه ملايين السودانيين صعوبة في الحصول على الإمدادات الأساسية، ما يزيد من تداعيات الوضع الإنساني.

منظمات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والصليب الأحمر، دعت إلى وقف فوري للاقتتال في البلاد، وحثَّت الأطراف المعنية على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

 وقد طالبت العديد من الدول والمنظمات بفرض ضغوط دبلوماسية على الأطراف المتصارعة للجلوس إلى طاولة الحوار وإنهاء النزاع بأسرع وقت ممكن.

وتأتي هذه الأزمة في وقت حرج بالنسبة للسودان، الذي كان قد بدأ في استعادة الاستقرار بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير في عام 2019، لكن الانقلاب العسكري في عام 2021 أعاد البلاد إلى دوامة من العنف السياسي الذي أثَّر بشكل كبير على الاقتصاد والنسيج الاجتماعي السوداني.

مع استمرار المعارك في العديد من المناطق، يبقى الوضع في السودان بالغ التعقيد، ويستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لدعم استقرار البلاد وإعادة بناء مؤسساتها.

أكد المحلل السوداني المتخصص في الشؤون السياسية والأمنية، الدكتور محمد عبدالله، أن تفاقم الأوضاع في السودان قد يهدد بشكل كبير استقرار البلاد وقدرتها على إعادة بناء مؤسساتها. 

وأوضح أن الاشتباكات المستمرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد أدت إلى تدمير واسع في البنية التحتية والاقتصاد، ما سيزيد من تعقيد الوضع السياسي والاجتماعي في المستقبل القريب.

وأشار الدكتور محمد عبدالله، أن النزاع العسكري قد خلف مئات القتلى وآلاف المصابين، بالإضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية التي تواجهها البلاد.

 وأكد أن الوضع يزداد تعقيدًا مع غياب أي حلول سياسية حقيقية أو تدابير فاعلة للحد من العنف، مما يجعل البلاد في حالة من الانفلات الأمني الذي يضر بمصالح المواطنين.

وأضاف المحلل السوداني: أن على المجتمع الدولي بذل مزيد من الجهود لتقديم الدعم الإنساني للسودانيين. بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الضغوط على الأطراف المتنازعة للجلوس إلى طاولة المفاوضات. 

كما شدد على أن الوقت أصبح حاسمًا، وأنه لا بد من تحركات عاجلة لإنقاذ ما تبقى من استقرار السودان وحمايته من الانزلاق إلى المزيد من الفوضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى