أحداث

السودان في صباح الهدنة


إذا كنت تريد معرفة مستجدات الصراع السوداني واستعصت عليك معلومة بسبب انقطاع الإنترنت فما عليك إلا أن تلج حسابات الجيش والدعم والسريع على مواقع التواصل الاجتماعي.

فمع بداية كل يوم، يقدم لك طرفا الصراع نشرة ملغمة برائحة الحرب. تضعك في صورة الوضع الجاري في عموم السودان لا سيما العاصمة الخرطوم.

البداية كانت مثل كل يوم مع الولوج إلى حسابي الجيش والدعم السريع على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. اللذين توقفا عن قصف البيانات منذ قرابة عشر ساعات، إذ كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي.

لكن الهدوء في “العنكبوتية” لم يسر في فضاء الكون البشري. وسط تقارير تحدثت عن اختراقات ولو جزئية لوقف إطلاق النار، دون تعليق من طرفي الصراع.

تحدث شهود عيان في العاصمة عن وقوع اشتباكات وضربات جوية بعد دقائق من سريان وقف إطلاق النار. مع رائحة دخان ما زال يتصاعد في سماء الخرطوم.

وحسب شهود العيان فقد تركز القتال في شمال وشرق الخرطوم. بعد وقت قصير من الساعة 9:45 مساء (1945 بتوقيت جرينتش) عندما كانت الهدنة سارية المفعول.

وفي جنوب المدينة، ذكر شاهد عيان بسماع ضربة جوية أعقبها صمت قبل وقت قصير من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وعادة ما تهدأ الضربات الجوية ونيران الأسلحة خلال الليل. طيلة أيام الصراع الممتد منذ الخامس عشر من أبريل الماضي.

ومنذ اندلاع شرارة الأزمة، اتفق طرفا الصراع على ما يقرب من 12 هدنة تم خرقها كلها بعد دقائق على دخولها حيّز التنفيذ.

لكن الهدنة الـ13 “مختلفة” بحسب بيان سعودي أمريكي مشترك قال إن وجاء في البيان أن “الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جدة تم التوقيع عليه من قبل الطرفين. وستدعمه آلية مراقبة وقف إطلاق النار المدعومة من الولايات المتحدة والسعودية وبدعم دولي”.

وأسفر القتال عن مقتل حوالي 1000 شخص في خمسة أسابيع من العنف. الذي أغرق البلد الذي يعاني من الفقر بالفعل في أزمة إنسانية أعمق.

كما أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص ، بما في ذلك أكثر من 250.000 فروا عبر حدود السودان ، مما أثار مخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي.

“كلنا جوعى”

قبل ساعات من بدء الهدنة ، نشر قائد قوات الدعم السريع حمدان دقلو “حميدتي” رسالة صوتية على وسائل التواصل الاجتماعي تناولت الاتهامات الموجهة لقواته “بما في ذلك النهب المتفشي واستهداف المدنيين” والتي ألقى باللوم فيها على من أسماهم “مدبري الانقلاب” في الجيش.

وقال لمقاتليه “إما نصر وإما استشهاد والنصر لنا”.

وقالت سعاد الفاتح من سكان الخرطوم لوكالة فرانس برس: “كلنا جوعى الأطفال وكبار السن والجميع يعانون من هذه الحرب. لم يعد لدينا ماء”، داعية الطرفين “للتوصل إلى اتفاق”.

ووفق الأمم المتحدة فإن أكثر من نصف السكان ، أي 25 مليون شخص ، بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

خالد صالح من أم درمان يقول: “مع وقف إطلاق النار ، يمكن استعادة المياه، وسأتمكن أخيرا من زيارة الطبيب لأنني من المفترض أن أرى طبيبا بانتظام لعلاج مرض السكري وارتفاع ضغط الدم”. .

أما بالنسبة للآخرين ، مثل ثريا محمد في جنوب الخرطوم ، ستكون فرصة للهروب لأن “الخرطوم لم تعد مكانا صالحا للحياة. كل شيء تم تدميره”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى