تحقيقات

السودان.. الحكومة تضع شروطا للمشاركة في مبادرة “إيغاد” للتهدئة


 رحب وزير الخارجية السوداني علي الصادق اليوم الخميس بمبادرة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لحل الأزمة في بلاده شريطة التشاور مع الخرطوم. في تغير مفاجىء لموقف الحكومة السودانية.

التي رفضت مؤخرا الوساطة الأفريقية الهادفة إلى إيجاد حلّ للنزاع الذي شرّد الآلاف وأعاد البلد سنوات إلى الوراء.

وأعلن الصادق في لقاء مع نظيره الأوغندي أودونغو جيجي أبوبكر خلال اجتماع وزاري لدول حركة عدم الانحياز في باكو عاصمة أذربيجان “ترحيب الحكومة السودانية بالمبادرات الأفريقية الرامية لإيجاد حل للأزمة السودانية، شريطة أن تتشاور في ذلك مع السودان”.

وشدد الدبلوماسي السوداني على اعتراض الخرطوم على رئاسة كينيا للجنة إيغاد الرباعية بشأن السودان. معتبرا أن “نيروبي تسترشد في التعاطي مع الشأن السوداني بالمبادرات الدولية، الأمر الذي لا يخدم مبدأ الحلول الأفريقية لمشاكل المنطقة”.

بدوره أكد وزير الخارجية الأوغندي على “دعم الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني لمساعي حل الأزمة السودانية داخل البيت الإفريقي وعدم فرض أي أجندة دون التشاور مع القيادة في السودان”، وفقا للبيان.
وخلال قمة بجيبوتي في 12 يونيو الماضي أعلنت “إيغاد” تشكيل لجنة رباعية برئاسة كينيا وجنوب السودان وعضوية إثيوبيا والصومال، للبحث عن حل للأزمة السودانية.

لكن الحكومة السودانية رفضت المبادرة مبررة قرارها باعتراضها على “اختزال الحكومة الكينية في دعوتها لاجتماع الرباعية توصيف الصراع في السودان بأنه قتال بين جنرالين وفي ذلك تسمية مخلة بين مؤسسة القوات المسلحة الوطنية والمجموعة المتمردة عليها”.

واعتبرت أن “تعامل الحكومة الكينية مع ملف الوساطة بهذه الطريقة يتنافى مع المبادئ الاساسية لإيغاد والمتمثلة في احترام سيادة الدول”.

ورفض قائد الجيش عبدالفتاح البرهان دعوة وجهتها كينيا للقاء خصمه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” خلال قمة جيبوتي، في موقف فسره مراقبون باستمرار البرهان في نهجه الرافض لكافة الوساطات الرامية إلى طي صفحة النزاع.

و”إيغاد” هي منظمة حكومية إفريقية شبه إقليمية تأسست عام 1969 وتتخذ من جيبوتي مقرا لها وتضم أيضا كلا من إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وإريتريا والسودان وجنوب السودان.

وتأتي مبادرة إيغاد بالتزامن مع تحذير رئيس المفوضية الإفريقية موسى فقي أحمد من انهيار الدولة السودانية، داعيا حكومات الاتحاد الأفريقي إلى التسريع باتخاذ إجراءات تضع حدا للتهديدات الخطيرة التي باتت تشكّلها الحرب الدائرة في السودان على المنطقة بأكملها.

وفي سياق متصل أعلنت قوات الدعم السريع في بيان على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم الخميس عن انضمام مجموعة من ضباط الجيش السوداني إليها.

وأعلنت أنها “استقبلت العقيد الركن مكي داؤود المليح برفقة عدد من الأفراد معلنين استعدادهم للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع في معركتها ضد الانقلابيين وقوى الردة والظلام”.

وتابعت أن “قوات الدعم السريع إذ ترحب بانضمام هذه المجموعة من الضباط وضباط الصف والجنود فهي تؤكد أنها لا ترغب في أن تكون بديلاً للقوات المسلحة وإنما ستعمل مع الشرفاء لبناء جيش مهني قومي واحد يعبر عن السودان ولا يخضع لأيدلوجيا حزبية”.

ومنذ منتصف أبريل الماضي، تشهد الخرطوم ومدن سودانية أخرى قتالا بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 2.8 مليون نازح داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى