أحداث

السودان.. الجيش يصر على خرق الهدنة الجديدة


 اتهمت قوات الدعم السريع في السودان الجيش بخرق اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ مساء الاثنين الماضي ويخضع للمراقبة من قبل آلية يشارك فيها طرفا النزاع إلى جانب ممثلين عن الرياض وواشنطن اللتين ترعيان اتفاق جدة.

وقالت قوات الدعم “انه في تجاوز سافر للقوانين والأعراف الدولية ونكوص عن اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقع بمدينة جدة اخترقت قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد المتطرفة اليوم، الهدنة الإنسانية المعلنة وقامت بالهجوم على قواتنا في عدد من المحاور عبر الطيران الحربي والقصف المدفعي والهجوم البري” .
وأضافت “إزاء هذا التصرف الغادر استخدمت قواتنا حق الدفاع عن النفس وعن مواقع تمركزها واستطاعت صد هجوم الانقلابيين في منطقة شارع الغابة والاستيلاء على عدد 3 دبابات وتدمير أخرى فيما لا تزال عمليات الحصر مستمرة لخسائر القوات المعتدية” .

وتابعت “في أم درمان هاجم طيران الانقلابيين مواقع قواتنا، حيث تم اسقاط طائرة من طراز (ميج) يتواجد حطامها في منطقة امبدة الحارة 14. 

واكدت قوات الدعم السريع التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة تقديراً للظرف الانساني لشعبنا، داعية” الانقلابيين الى الالتزام بالهدنة الإنسانية المعلنة واحترام اتفاق وقف إطلاق النار”.

وجددت التأكيد وبشكل قاطع “إنه لا وجود لإي مظاهر عسكرية في جميع المستشفيات التي تقع في مناطق سيطرتنا، وأن قواتنا على أهبة الإستعداد لتسهيل وصول المساعدات والفرق الطبية للمستشفيات بما يساعد في توفير الخدمة للمدنيين”. 

 

وقال سكان في الخرطوم إن اشتباكات اندلعت الأربعاء بين طرفي الصراع في العاصمة السودانية مما يهدد بانهيار وقف إطلاق نار هش يهدف للسماح بوصول المساعدات وتمهيد السبيل لهدنة تدوم لفترة أطول.
وجاء وقف اطلاق النار بعد قتال كثيف في الخرطوم لخمسة أسابيع وامتداد أعمال العنف إلى مناطق أخرى من البلاد مثل إقليم دارفور غرب السودان.

وأدى القتال إلى تفاقم أزمة إنسانية وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، كما يهدد بزعزعة استقرار المنطقة الأوسع.

وأدى وقف إطلاق النار إلى هدوء نسبي في القتال بالخرطوم الثلاثاء، وإن لم تظهر بوادر على زيادة سريعة في أعمال الإغاثة الإنسانية.

وقال شهود إن اشتباكات وقعت في عدة مناطق بالعاصمة بعد ظهر اليوم.
وأضافوا أنهم شاهدوا أعمدة دخان أسود تتصاعد إلى السماء في غرب وسط الخرطوم وسمعوا دوي قصف قرب معسكر للجيش في جنوب المدينة.
وسمعت أصوات اشتباكات ونيران مدفعية في بحري، إحدى المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم.
وفي وقت سابق الاربعاء أبلغ سكان عن قصف مدفعي قرب قاعدة وادي سيدنا العسكرية في ضواحي أم درمان.

وقال شهود في أم درمان إن طائرة مقاتلة تابعة للجيش أُسقطت، ونُشرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الحادث على ما يبدو.

وفي نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، قال اثنان من السكان إن الاشتباكات المستمرة منذ أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع أدت إلى التهام النيران لمعظم أقسام السوق الرئيسية.

وقالت ملكة إبراهيم إنهم في وضع صعب للغاية ويشعرون بالذعر مضيفة أن عائلتها انقطعت عنها إمدادات المياه خلال الأسبوعين الماضيين.

وقال نشطاء في زالنجي أن خدمة شبكات الهاتف انقطعت في كل من زالنجي والجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور التي قتل فيها المئات منذ الشهر الماضي.
واندلع القتال بينما كان يتم وضع اللمسات الأخيرة على خطط مدعومة دوليا للانتقال إلى إجراء انتخابات ديمقراطية في ظل حكومة مدنية.

القتال يخلف اضرارا مادية وخسائر بشرية
القتال يخلف اضرارا مادية وخسائر بشرية

وشهد الصراع ضربات جوية متواصلة واشتباكات في الخرطوم للمرة الأولى. ويجد كثير من السكان صعوبة في النجاة في ظل انقطاع المياه والكهرباء لفترات طويلة وانهيار في الخدمات الصحية وانتشار الفوضى والنهب.
ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الوضع في السودان بأنه “مفجع” وقال إن هناك شهادات “مقلقة للغاية” عن وقوع عنف جنسي في الخرطوم ودارفور حيث جرى الإبلاغ عن 25 حالة على الأقل حتى الآن، مضيفا أن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.

وقال عمال إغاثة إن الكثير من الإمدادات وعمال الإغاثة الذين يصلون إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر ينتظرون التصاريح والضمانات الأمنية.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الوكالات مستعدة لتوصيل المساعدات إلى أكثر من أربعة ملايين شخص.

وقال عبده دينق منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان في بيان “لذلك فإنني أحث السلطات المعنية على اتخاذ كل الخطوات الممكنة لضمان توفيرها البيئة الأمنية و(تذليل) العوائق البيروقراطية على المستويين المحلي والوطني”.

وكان السودان يواجه بالفعل ضغوطا إنسانية شديدة قبل اندلاع الصراع في 15 أبريل.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من مليون نزحوا داخل السودان حتى الآن وفر 319 ألفا إلى دول مجاورة، بعضها يعاني من الفقر ولديه تاريخ من الصراعات الداخلية. وقال فيليبو جراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين الأربعاء إن كثيرين منهم توجهوا إلى تشاد ومصر في الأيام القليلة الماضية.

وأضاف في تغريدة على تويتر “مساهمات المانحين في خطة التعامل مع اللاجئين لا تزال شحيحة. نحن بحاجة إلى مزيد من الموارد بشكل عاجل لدعم البلدان المضيفة للاجئين”.
وتقول الأمم المتحدة إن عدد من يحتاجون المساعدة داخل السودان قفز إلى 25 مليونا، أي أكثر من نصف سكان البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى