أحداث

السودانيون بين فكي الإخوان: التضليل الإعلامي وتهديدات الجيش للمؤسسات الصحفية


قالت رئيسة تحرير صحيفة (التغيير) رشا عوض: إنّ الكيزان (جماعة الإخوان المسلمين) أشعلوا حرب الخامس عشر من نيسان (أبريل) 2023 لهدف واحد هو طي صفحة الثورة نهائياً، واستئناف عمل النظام البائد والحركة الإسلامية مجدداً بوساطة الجيش وكتائب الظل والأجهزة الأمنية، بعد ضربة قاضية لقوات الدعم السريع تخرجها من الميدان العسكري نهائياً أو على الأقل تعيدها إلى بيت الطاعة كخفير لنظام الإخوان.

وأضافت في مقالة نشرتها عبر الصحيفة أنّه رغم أنّ الحرب لم تحقق المخطط لها في سويعات أو أسابيع، إلا أنّ أبواق العسكر تحاول جاهدة أن تجعل من الحرب رافعة سياسية للحكم العسكري مجدداً، عبر ما نشهده من تزييف للحقائق وتضليل واستماتة في تحميل وزر هذه الحرب للقوى المدنية وأحياناً للثورة في حد ذاتها.

وأضافت أنّ ما يحدث في الساحة الإعلامية انحدر من خانة التضليل إلى درك “التعهير” بدون أدنى مبالغة، وتزوير في حقائق نعايشها لحظة بلحظة ونراها بأمّ أعيننا، وأنّ من يخوضون الحرب من الكيزان والعسكر على أجساد الأبرياء يسرقون لسان الشعب السوداني وبمنتهى البجاحة ينطقونه بسرديتهم وبأقوالهم هم.

وأشارت إلى مزاعم الحركة الإسلامية بأنّ الشعب بعد هذه الحرب كفر بالأحزاب السياسية وبات ينضح بالكراهية والغضب تجاه (قحت وتقدم) ويتوعد قياداتها ومناصريها بالضرب والطرد من الوطن أو الشنق في ميادين عامة! وكأنّما هذه الحرب أشعلتها الأحزاب! وفي الوقت نفسه يسبّح الشعب بحمد العسكر الذين سرقوا الشعب عندما كانوا متفقين وقتلوا الشعب عندما اختلفوا في قسمة المسروقات فتقاتلوا بالأسلحة الثقيلة وسط النساء والأطفال والعجزة، مؤكدة أنّ الكيزان وميليشياتهم وأجهزتهم الأمنية يخوضون الحرب وبأجهزتهم الإعلامية يؤججون نيرانها، ويبحثون عن أسباب الحرب وسط القوى المدنية التي لا تحمل عكازاً ولا عصا.

ولفتت إلى أنّ “التعهير الإعلامي” الذي يقوم به الإخوان هو نتاج سلسلة من العمليات المنهجية للتلاعب بالعقول والغرس المستمر للأكاذيب، والتعاقد مع شركات متخصصة في التلاعب بخوارزميات السوشيال ميديا وصناعة الحسابات الوهمية “جيوش المنقبين”، ودفع ملايين الدولارات لها لصناعة الزيف وتصوير الرأي العام السوداني كنصير للعسكر وكمؤيد ومحب للحرب وكاره للسلام ورافض للقوى المدنية الداعية للسلام والديمقراطية.

وفي سياق متصل بالإعلام ومحاولة الجيش السوداني والنظام السابق ضبطه والسيطرة عليه  بالعصا، هدد وزير الإعلام خالد الإعيسر مراسلي القنوات والوكالات والصحف بالملاحقة القانونية في حال عدم التزامهم بالخط الإعلامي المرسوم لهم.

وقال الإعيسر في لقاء نظمته الوزارة أول من أمس مع الصحفيين والمراسلين: إنّه سيلاحق كل من لم يلتزم بالخط المساند للجيش.

ونقل مراسلون عن الإعيسر أنّه أبلغهم خلال اللقاء عن عزمه ملاحقة الأجسام الصحفية التي قال إنّها تساند أجسام سياسية معادية للحكومة، وأضاف: “أيّ صحفي أو مراسل يستغل عمله داخل البلاد لمساندة كتلة سياسية سنلاحقه”، وفق موقع (الراكوبة).

وقد وصف صحفيون تهديدات الإعيسر بالاتجاه الخطير للتضييق على عمل الصحفيين وإلزامهم بالانحياز لطرف دون الآخر، وفرض أمر واقع مخالف لأخلاقيات مهنة الصحافة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى