الدعم السريع تفضح هيمنة الإخوان على الجيش
أفادت قوات الدعم السريع في السودان بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي” عن حالة الارتباك التي باتت تعصف بالجيش. مؤكدة أنه صار تحت هيمنة الإخوان وأداة لتنفيذ أجندتهم. مشيرة إلى أنها تواصل معركتها من أجل الحرية والديمقراطية ووضع نقطة النهاية للانقلاب الذي أوقع البلاد في أزمة سياسية معقدة.
وبيّنت أن “التضارب في تصريحات قائد الجيش السودان عبدالفتاح البرهان. ومنشورات الصفحة الرسمية التابعة له إزاء عملية الهدنة الإنسانية، يكشف وجود مركزين للقرار داخل مجموعة الانقلابيين”.
وأشارت “الدعم السريع” إلى أنه “في الوقت الذي أعلن فيه الهارب البرهان موافقته على الهدنة لمدة 24 ساعة خرجت علينا صفحة القوات المسلحة بتصريح فطير وساذج يحوي إدعاءات كاذبة حول وجود جهة إقليمية تحاول إنزال مساعدات عسكرية لقواتنا المسيطرة على مطار المدينة”.
وأشار إلى أن “التناقض بين مواقف البرهان وصفحة القوات المسلحة يكشف عن اختطاف جماعات الإخوان المتشددة لإرادة وقرار القوات المسلحة وتجيره لصالح أجندتهم الخبيثة. كما يكشف بجلاء عن عمليات القرصنة لمعظم مؤسسات الدولة وعلى رأسها الصفحات الرسمية للقوات المسلحة ووزارة الخارجية السودانية مما يتطلب عدم التعامل مع أي معلومات ترد عبرها”.
وأعربت قوات الدعم السريع عن مخاوفها من أن “يؤدي تعدد مراكز القرار داخل المجموعة الانقلابية إلى عدم الالتزام بالهدنة المعلنة وعلى المجتمع الدولي والاقليمي إدراك هذه الحقيقة أثناء تعامله ونقاشه مع قيادة القوات المسلحة الانقلابية ومن خلفها جماعة الإخوان”.
وجددت “التزامها الصارم بالهدنة المعلنة والتي بادرنا بالاستجابة لها تقديرًا للظروف التي يتعرض لها المدنيين ولتمكين الطواقم الطبية والإنسانية من القيام بدورها”.
وثمنت عاليًا جهود الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والدول الشقيقة في محيطنا العربي والافريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية. عوضًا عن نداءات القوى الوطنية ممثلة في الأحزاب السياسية وحركات الكفاح المسلح الموقعة على السلام الاتحادات المهنية العاملة في الحقل الطبي والإنساني.
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء أفادت “الدعم السريع” بأنها وافقت على وقف إطلاق النار طيلة 24 ساعة بهدف فتح مسارات آمنة لعبور المدنيين وإخلاء الجرحى جراء الاشتباكات المندلعة مع الجيش. غير أن الجيش السوداني نفى في بيانين منفصلين، علمه بأي تنسيق مع الوسطاء والمجتمع الدولي حول إعلان هدنة لمدة 24 ساعة.
وقالت قوات الدعم العسكري في بيان لها “تخوض قواتنا اليوم معركة الكرامة من أجل استرداد حقوق شعبنا في الحرية والعدل والديمقراطية. لقد انطلقت منذ السبت الماضي ثورة جديدة حققت انتصارات متوالية وما زالت مستمرة لبلوغ غاياتها النبيلة وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية تمضي بنا نحو تحول ديمقراطي حقيقي”.
وأعلنت قيادة قوات الدعم السريع تسجيلها انتصارات كاسحة ضد الجيش كما نشرت على صفحتها الرسمية فيديو يظهر سيطرتها مباني القيادة العامة للجيش السوداني.
وحلقت طائرات عسكرية مساء اليوم الثلاثاء في سماء العاصمة السودانية الخرطوم وسمع أصوات إطلاق نار، رغم الهدنة المعلنة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
وقالت “الدعم السريع” في بيان “رصدنا في أولى ساعات الهدنة المعلنة هجمات متفرقة على قواتنا في بعض المناطق بالخرطوم في منطقتي القيادة العامة وشرق النيل”. مضيفة “وعليه نعلن للمجتمع الدولي أن القوات الانقلابية ليس لديها عهد ولا أدنى مسؤولية تجاه المواطن السوداني”.
وتابعت “نحن في قوات الدعم السريع أبدينا التزامنا الكامل للوساطة الأميركية والمجتمع الدولي والوسطاء بما تعهدنا عليه لأجل مرور المساعدات الإنسانية والطبية ووصول المرضى والجرحى إلى المستشفيات”.
وتردد دوي إطلاق كثيف للنيران في خلفية بث مباشر لقنوات تلفزيونية عربية من الخرطوم بعد دقائق من السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت غرينتش)، وهو التوقيت المتفق عليه لبدء سريان وقف إطلاق النار.
وأكدت أنها تخوض ثورة جديدة لوضع حد للانقلاب الذي نفذه الجيش بقيادة البرهان متسببا في أزمة سياسية شائكة.
واستولى الجيش في أكتوبر 2021 على السلطة وأعلن حالة الطوارئ. منهيا اتفاق تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين في خطوة نددت بها الجماعات السياسية ووصفتها بأنها انقلاب عسكري.
وقبل انقلاب البرهان بدأت في السودان في 21 أغسطس 2019 مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024 يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.
وكان حميدتي قد قال في تصريح سابق “نحن نقاتل ضد الراديكاليين الإسلاميين الذين يريدون إبقاء السودان معزولا في الظلام وبعيدا عن الديمقراطية”. متوعّدا بمواصلة ملاحقة البرهان وإحضاره إلى العدالة.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها الاثنين إنها ماضية في طريقها لحسم معركة الشعب، بينما تحدث الجيش عن الانتقال إلى المرحلة الأخيرة وهي مطاردة العدو الذي يهرب عناصره مخلفين وراءهم الأسلحة والمعدات والجرحى.