أحداث

الخرطوم لا تزال جحيماً: أسر سودانية تغادر مجدداً بحثاً عن الأمان


عقب عودتها تواجه أسر سودانية موجة جديدة من النزوح بسبب تصاعد حدة الصراع في العاصمة الخرطوم. مع تدهور الأوضاع الأمنية، تجد العديد من العائلات نفسها مضطرة لمغادرة منازلها بحثًا عن الأمان في مناطق أخرى. هذه الظروف القاسية تذكر الجميع بمعاناة النازحين الذين عانوا من ويلات الحرب في السنوات الماضية.

تسجل التقارير الإنسانية تزايدًا في أعداد النازحين، حيث يواجه الكثيرون تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والمأوى. الأوضاع الإنسانية تتدهور بسرعة، مما يضع ضغطًا إضافيًا على المنظمات الإغاثية التي تسعى لتقديم المساعدة. في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل في تحقيق السلام بعيد المنال.

تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث تتعرض الأسر لمخاطر متعددة، بما في ذلك العنف والتهجير. يتطلب الوضع الحالي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لمساعدة المتضررين وتقديم الدعم اللازم. إن استمرار النزاع في الخرطوم يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية ويزيد من معاناة الشعب السوداني.

واجهت العديد من الأسر السودانية تحديات كبيرة في محاولة البقاء داخل المدن التي تعيش فيها، حيث اضطر الكثيرون، حتى الذين حاولوا العودة إلى منازلهم بعد فترة من الأمان النسبي، إلى الفرار مرة أخرى مع تصاعد حدة المعارك. هذه الظروف القاسية جعلت الحياة اليومية صعبة للغاية، حيث تشتت الأسر بين النزوح والبحث عن الأمان.

تسبب النزاع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع في دفع العديد من الأسر، بما في ذلك الكبار والنساء والأطفال، إلى مغادرة منازلهم التي عادوا إليها حديثاً. ومع استمرار المواجهات العسكرية، تجد هذه الأسر نفسها مجبرة على النزوح مرة أخرى، مما يزيد من معاناتهم ويعقد من وضعهم الإنساني.

أدى اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 إلى تفاقم الأوضاع، حيث أصبحت العديد من الأسر مضطرة لمغادرة مناطقها أكثر من مرة بسبب انتقال القتال إلى مواقع جديدة. وقد أظهرت غرفة طوارئ جنوب الحزام في منشور على فيسبوك أن عشرات الأسر التي عادت إلى منازلها بعد سقوط ولاية الجزيرة اضطرت للفرار مجدداً، وهذه المرة دون أي أمل في العودة ما لم تتوقف الأعمال القتالية.

أفادت مصادر محلية أن مجموعة من الأسر، التي ظهرت في صورة مرفقة مع المنشور، بدأت في حزم حقائبها مع أطفالها، حيث تعتبر هذه الرحلة هي الثانية لهم نتيجة انعدام الأمل في تحقيق السلام في البلاد في المستقبل القريب.

شهد حي الإنقاذ في جنوب العاصمة الخرطوم بداية أكتوبر الجاري موجة نزوح جماعي، وذلك بعد تعرض المنطقة لقصف جوي مكثف من قبل الجيش، مما أسفر عن مقتل أسرتين وخلق حالة من الذعر بين السكان. ووصف العديد من سكان الحي ذلك اليوم بأنه من أصعب الأيام التي عاشوها، حيث خلت الشوارع من المارة وهرعت الأسر للابتعاد عن خطر الموت.

بعد هذه الأحداث، أظهرت الإحصائيات الأولية نزوح أكثر من 212 أسرة من الحي خلال أسبوع واحد، حيث غادر العديد منهم إلى وجهات غير معروفة، متجهين نحو ولايات القضارف وكُسلا والبحر الأحمر والولاية الشمالية بحثاً عن الأمان. ويعاني هؤلاء النازحون من ظروف إنسانية قاسية نتيجة الحرب المستمرة منذ عام ونصف، دون أي أمل في انتهاء الصراع، مما يجبر الآلاف على البحث عن ملاذات آمنة بعيداً عن جحيم المواجهات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى