أحداث

الخرطوم تنفي وجود حوار في واشنطن بين مجلس السيادة و«الدعم السريع»


 نفى مجلس السيادة الانتقالي، مساء الخميس، وجود أي محادثات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في واشنطن، رغم تصريحات عدد من المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس المجلس الفريق أول عبدالفتاح البرهان، التي أبدوا فيها استعدادهم للتفاوض من أجل إنهاء الصراع المسلح في البلاد.
وقال المجلس في بيان، نشره على صفحته بمنصة “إكس” “ننفي بشكل قاطع ما تم تداوله في بعض الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين القوات المسلحة السودانية والمتمردين (الدعم السريع) في واشنطن” مؤكدا أن ما يتم تداوله بشأن هذه الموضوع “عار تماما من الصحة”.
وأضاف البيان “موقف الدولة ثابت وواضح تجاه أي حوار أو تسوية، وهو الالتزام بالحل الوطني الذي يحفظ سيادة البلاد ووحدتها واستقرارها وحقوق الشعب السوداني”.
ولا يعرف مدى جدية البرهان وقادة الجيش السوداني في المضي قدما نحو السلام حيث لا يستبعد أن تكون تصريحاته السابقة بشأن قبول مبدأ التفاوض لإنهاء الحرب مجرد مناورة جديدة لكسب الوقت.

وكانت وسائل إعلام إقليمية نقلت عن مصادر، أن واشنطن تشهد الخميس مفاوضات غير مباشرة بين ممثلين من الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، ترعاها وزارة الخارجية الأميركية فيما اعتبر ضمن مسار دولي واقليمي لإنهاء الحرب المدمرة.
وأوردت أن “الخارجية الأميركية ووسطاء إقليميين سيديرون عدة اجتماعات منفصلة مع طرفي النزاع في السودان، تمهيدا لاجتماع مرتقب للرباعية الدولية في واشنطن أواخر الشهر الحالي”.
وتشكلت الرباعية الدولية بقيادة الولايات المتحدة، في سبتمبر الماضي، بهدف الوصول إلى تسوية سياسية في السودان، وتضم إلى جانبها السعودية والإمارات ومصر.
وفي 12 سبتمبر/أيلول الماضي دعت الرباعية الدولية إلى هدنة إنسانية أولية لـ3 أشهر في السودان، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى جميع المناطق تمهيدا لوقف دائم لإطلاق النار. ويلي ذلك، إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة تُستكمل خلال 9 أشهر، بما يلبّي تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مدنية مستقلة، تحظى بقاعدة واسعة من الشرعية والمساءلة.
ويبدو أن طرفا النزاع لم يلتزما بالهدنة بشكل تام وشهدت العديد من الجبهات مواجهات دموية أدت لمثل وجرح الالاف إضافة الى نزوح عشرات الالاف.
وبعد أشهر من تمسك البرهان وقادة الجيش بما يصفونه الحسم العسكري بدأت مواقفهم تتغير على وقع الهزائم المتتالية للجيش في عدد من الساحات خاصة في نيالا ودارفور وكردفان إضافة الى الضربات القوية الي وجهها الدعم السريع لمعاقل الجيش في الخرطوم وبورتسودان عبر سلاح المسيرات.
والسبت الماضي عبر البرهان عن استعداده للتفاوض بما “يصلح حال السودان وينهي الحرب بصورة تُعيد للبلاد كرامتها ووحدته”، لكنه وجود مفاوضات مع أي جهة حاليا.
ويعتقد ان مصر التي تتمتع بعلاقات قوية مع قائد الجيش السوداني ضغطت عليه من أجل قبول الحلول السلمية بعد فشل الحسم العسكري الذي روج له خلال الازمة.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش و”قوات الدعم السريع” حربا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها.
وخلفت الحرب مقتل نحو 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 15 مليونا بين نازح ولاجئ، وفق تقارير أممية ومحلية، في حين قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى