الخرطوم تتهم حفتر بالتورط في الصراع.. والاتهامات تفتقر للبرهان

اتهم الجيش السوداني قوات تابعة للمشير لخليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي بمهاجمة مواقع حدودية سودانية اليوم الثلاثاء، بينما لم يقدم فريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، أي أدلة على هذا الاتهام الذي ينضاف إلى عدة اتهامات كالها جزافا إلى عدة دول ما أدى إلى تصدع العلاقات الخارجية مع بلدان المنطقة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها الجيش السوداني قوات شرق ليبيا بالضلوع المباشر في الحرب الدائرة منذ عامين بينه وبين قوات الدعم السريع.
وينذر اتهام الجيش السوداني لقوات حفتر بتسميم العلاقات بين الخرطوم وليبيا، وقد يؤدي إلى توترات دبلوماسية وربما أمنية على الحدود.
ويُعتقد أن فريق البرهان يسعى إلى حشد الدعم الدولي ضد قوات الدعم السريع ومن يدعمها، وذلك بإبراز حجم التدخلات الخارجية التي تواجهها البلاد، لا سيما بعد أن أثبتت هذه القوات خلال الآونة الأخيرة قدرتها على استعادة زمام الأمور.
ويعيد هذا الاتهام إلى الأذهان الاتهامات المتبادلة بين السودان وليبيا بشأن دعم الإرهاب أو الميليشيات، ففي السابق، اتهم حفتر الخرطوم بدعم “الإرهابيين” في ليبيا.
وفي العام 2017، أمرت السلطات المدعومة من حفتر في شرق ليبيا بإغلاق قنصلية سودانية وطرد 12 دبلوماسياً، بسبب “الإضرار بالأمن القومي الليبي”.
وتعكس هذه الاتهامات المتبادلة والمستمرة علاقة معقدة ومتشابكة بين ليبيا والسودان، حيث يتأثر الاستقرار الداخلي لكل بلد بالوضع في الجارة، وتتداخل المصالح والتحالفات الإقليمية في ديناميكيات الصراع.
وشهدت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي اتهمها الجيش أيضا بالضلوع في الهجوم، تدخل العديد من الدول بينما لم تنجح المحاولات الدولية بعد في إحلال السلام.
وفي بداية الحرب اتهم السودان حفتر بمساندة قوات الدعم السريع عبر مدها بالأسلحة، واتهم الإمارات، حليفة قائد قوات شرق ليبيا، بدعمها أيضا، عبر وسائل منها غارات جوية مباشرة بطائرات مسيرة الشهر الماضي، بينما دحضت أبوظبي بالأدلة القاطعة المزاعم التي روجها فريق البرهان الذي قاد حملة تضليلية للتشويش على الجهود الإماراتية لوقف الصراع.
وتدعم مصر، التي تساند حفتر أيضا، القوات السودانية. وقال الجيش في بيان “هاجمت اليوم ميليشيا آل دقلو الإرهابية مسنودة بقوات خليفة حفتر الليبية (كتيبة السلفية) نقاطنا الحدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا بغرض الاستيلاء على المنطقة”، والتي تقع إلى الشمال من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إحدى أهم خطوط المواجهة في الحرب.
وأضاف الجيش في بيانه “سندافع عن بلدنا وسيادتنا الوطنية وسننتصر مهما بلغ حجم التآمر والعدوان المدعوم من دولة الإمارات المتحدة ومليشياتها بالمنطقة”.
