تسريبات
الحرس الثوري الإيراني يطلب من الجيش السوداني إقامة مصانع مسيّرات لتعويض خسائره بعد الضربات الإسرائيلية

كشف مصدر مطلع لموقعنا السودان ليكس أن الحرس الثوري الإيراني قدّم طلبًا رسميًا لقيادة الجيش السوداني لإنشاء منشآت تصنيع مسيّرات عسكرية إيرانية داخل مناطق سيطرته جنوب ووسط السودان، على أن يتم تخزين هذه المسيّرات بشكل مؤقت ثم تهريبها لاحقًا إلى إيران، استجابة لأي احتياج طارئ في المستقبل.
وبحسب المصدر، فإن هذا الطلب جاء عقب العملية العسكرية الإسرائيلية الكبرى التي استهدفت منشآت ومخازن إنتاج الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية ضمن عملية “الأسد الصاعد”، والتي كبّدت إيران خسائر كبيرة في قدراتها الجوية غير التقليدية، ودمرت عددًا من مراكز التصنيع في أصفهان وطهران ومحيط الأهواز.
وفق المعلومات، فإن خبراء من الحرس الثوري الإيراني اللذين تواجدوا في السودان منذ عام تقريبًا، لتدريب عناصر الجيش السوداني على تشغيل المسيّرات الإيرانية.((من طراز مهاجر وشاهد 136) هؤلاء الخبراء، الذين تمركزوا تحديدًا في مناطق مثل كوستي، الدمازين، وكادوقلي، تلقوا الضوء الأخضر لبدء إعداد خطوط تصنيع بسيطة تعتمد على تجميع الأجزاء ونقل تكنولوجيا الإنتاج بشكل مصغّر يتناسب مع الإمكانات اللوجستية المتاحة في السودان.
المصانع المقترحة ستُقام في مواقع عسكرية مغلقة تابعة للجيش السوداني، وسيتم تجهيزها باستخدام معدات تم إدخالها على مراحل خلال الأشهر الماضية عبر موانئ البحر الأحمر، خاصة ميناء بورتسودان.
وتعتمد آلية التصنيع على خليط من الأجزاء الجاهزة المستوردة بشكل مموّه، إلى جانب تصنيع قطع محلية باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد والمعادن الخفيفة، وهي أساليب سبق أن استخدمها الحرس الثوري في سوريا والعراق.
رغم الرقابة المكثفة المفروضة على حركة الشحن في البحر الأحمر وبحر العرب، أكدت المصادر أن الجانب الإيراني يدرس خيارات تهريب المسيّرات عبر مسارات بحرية طويلة ومعقدة.
ويُرجّح أن تعتمد عملية التهريب المستقبلية على سفن شحن مدنية صغيرة تابعة لشركات واجهة غير مرتبطة رسميًا بإيران، تمر عبر موانئ محايدة أو تُفرّغ الحمولات في سفن أخرى في عرض البحر، وهي تقنية تعرف باسم “الشحن من سفينة إلى سفينة” (Ship-to-Ship Transfer). وتتمثل أبرز العقبة أمام هذا السيناريو في المراقبة الأميركية والأوروبية المتزايدة للممرات البحرية في الخليج والبحر الأحمر، لا سيما بعد الحرب الأخيرة، إلا أن الجانب الإيراني – بحسب المصدر – يعتقد أن توزيع التخزين على مراحل داخل السودان يقلل من المخاطر، ويمنح طهران مرونة زمنية في التهريب تبعًا للوضع الدولي.
