الحرب السودانية تزداد مأساوية.. أطفال في قبضة التجنيد

بينما تصاعدت مطالب بالتحقيق مع قوات بورتسودان إثر توظيفها للأطفال كوقود للحرب، قال الناطق الرسمي باسم تحالف السودان التأسيسي، الدكتور علاء الدين نقد، إن عمليات تجنيد القصر من قبل الإسلاميين والميليشيات الموالية لهم مثل “درع السودان” و”أبو عاقلة كيكل”، لا تزال مستمرة.
وأضاف نقد أن ظهور الأطفال بدا جلياً في معارك كردفان خاصة عند استجواب عدد كبير من الأطفال القصّر، مشيراً إلى أن هذا التجنيد تم عبر استغلال الحرب وظروفها وحالة الأسر المالية السيئة، فضلاً عن استخدام التهديد، حيث يطلبون من كل أسرة شخصا مهما كان عمره.
تهديد وابتزاز
وأوضح أن كل صنوف التهديد والابتزاز يتعرض لها الأطفال تحت سن الثامنة عشرة، حتى أن بعضهم يتم اختطافهم ويتم الزج بهم في المخيمات والمعسكرات لنقلهم لاحقاً إلى مواقع القتال، مؤكداً أن كل ذلك موثق في فيديوهات مسربة فيها أطفال بالزي العسكري.
وأكد نقد أن ما يقوم به الإسلاميون خرق واضح للمعاهدات الدولية التي تمنع تجنيد الأطفال؛ ما يتسبب بتغييبهم القسري بسبب عدم اكتراث قوات بورتسودان بأي قوانين دولية أو حقوقية أو إنسانية.
ورأى خبراء وحقوقيون أن تفاقم حالات اختفاء الأطفال في السودان يرتبط بشكل مباشر بتورط قوات بورتسودان في تجنيد القُصّر واستغلال ظروف الحرب والفقر.
كما يرتبط ذلك بنشاط عصابات الاتجار بالبشر وتجارة الأعضاء التي وجدت في هشاشة الوضع الأمني بيئة خصبة لتمددها.
ويؤكد الخبراء أن هذه الظاهرة باتت تمثل خرقا صارخا للمعاهدات الدولية الخاصة بحماية الطفل، وسط غياب المحاسبة وضعف الرقابة؛ ما يجعلها أحد أخطر التداعيات الإنسانية للصراع الدائر في البلاد.
تورط الدولة
من جانبها، قالت الخبيرة القانونية نون كشكوش إن ظاهرة حالات اختفاء الأطفال التي من الممكن أن تكون قسرية لها صلة بالدولة التي تمارس الاعتقالات ومن ثم تحدث حالات الاختفاء التي من نتيجتها حالات موت.
وأضافت الخبيرة أن حالات الرصد في مراكز الاعتقال والاحتجاز أظهرت وجود أطفال تحت سن الثامنة عشرة محتجزين مع أشخاص بالغين في صورة مخالفة لمعايير حماية الطفل.
وأشارت كشكوش إلى أن اختفاء الأطفال في ظل ظروف السودان الحالية وانعدام الأمن، يرجح وجود نشاط لعصابات تستغل هذه الهشاشة الأمنية للاتجار بالبشر وتجارة الأعضاء، خاصة أن تحقيقا كان كشف عن تورط عصابات في هذا الأمر.
وأوضحت الخبيرة أن الأمر اللافت هو انضمام أعداد كبيرة من الأطفال إلى الكتائب والميليشيات، مستشهدة بكتائب درع السودان التي تقاتل إلى جانب قوات بورتسودان وكتائب البراء بن مالك، وعملية التجنيد واستيعاب الأطفال لاستخدامهم في الأعمال القتالية.
وأكدت أن الفيديوهات التي انتشرت حول معارك كردفان تبين وجود الكثير من الأطفال الذين يقاتلون إلى جانب تلك القوات.
ودعت إلى فتح تحقيق حول القضية وإعطائها مساحة واسعة في حال تم تجديد عمل بعثة تقصي الحقائق في بداية أكتوبر تشرين الأول المقبل؛ لأنها الجهة الوحيدة التي لها الحق في التحقيق.
