الحرب السودانية بين الظاهر والباطن: اليد الخفية للإخوان
شهدت السودان منذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع تصاعدًا غير مسبوق في العنف والفوضى، وسط تحذيرات متكررة من المجتمع الدولي بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية، بينما تبدو المعارك عشوائية على الأرض، تظهر تحليلات ومصادر محلية أن هناك من يوجّه الصراع من وراء الكواليس لضمان بقاء مصالحه.
وبحسب تقرير نشره موقع “العين الإخبارية”، فإن جماعة الإخوان المسلمين لعبت دورًا مركزيًا في توجيه مسار الحرب السودانية، مستفيدة من ضعف الدولة وهشاشة المؤسسات العسكرية.
وأضاف التقرير أن الجماعة لم تكتفِ بتوجيه القرار السياسي والعسكري، بل عمدت إلى السيطرة على بعض الموارد المالية التي تمثل “اقتصاد الحرب”، وهو ما يمنحها نفوذًا واسعًا على الأرض.
كما أوضح المصدر أن النفوذ الإخواني شمل أيضاً أدوات الضغط داخل الجيش، بحيث تُتخذ بعض القرارات العسكرية بناءً على توجيهات خلايا مرتبطة بالجماعة، مع استغلال الصراع لإضعاف أي محاولات للتسوية السياسية.
هذا التوجه، وفق مراقبين، يهدف إلى إبقاء السودان في حالة فوضى مستمرة، ما يتيح للإخوان تعزيز مواقعهم وإعادة ترتيب التحالفات بما يخدم مصالحهم.
وتشير مصادر محلية إلى أن استراتيجيات الجماعة لا تقتصر على الجانب العسكري والمالي فحسب، بل تشمل أيضًا قمع المعارضة المدنية والسياسية، واستهداف كل الأصوات المستقلة التي تسعى لإحداث تغيير في مسار الأزمة. وقد أدى هذا إلى نزوح واسع للسكان، وتفاقم أزمة اللاجئين، إضافة إلى زيادة الضغط على المنظمات الإنسانية الدولية.
في ظل هذه المعطيات، يرى خبراء أن استمرار الحرب بهذه الصورة يعيد إنتاج نظام هش، حيث تصبح مؤسسات الدولة رهينة لمصالح تنظيمية، ويصعب تحقيق أي اتفاق سلام مستدام دون كسر هذا النفوذ. وتتوقع بعض التحليلات أن أي مسعى دولي أو إقليمي للتوسط لن يحقق نجاحًا كاملًا ما لم يشمل مواجهة الشبكة الإخوانية التي تتحكم في مراكز القوة داخل السودان.




