الجيش السوداني يهاجم «التلفزيون»
ما زالت آلة الحرب في السودان دائرة دون توقف منذ أكثر من 10 أشهر، مما فاقم الأزمة الإنسانية لدى المواطنين الذين مزق القتال حياتهم.
وشهد محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون بمنطقة أبروف بأم درمان، اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش التي هاجمت المكان وقوات الدعم السريع التي شنت بدورها هجمات متواصلة على قاعدة “وادي سيدنا” الجوية شمال أم درمان مما أدى إلى تدمير عدد من الأسلحة والعتاد التابع للقوات المسلحة السودانية، من بينها آليات عسكرية وطائرة حربية، بحسب وسائل إعلام سودانية.
الاشتباكات لم تتوقف عند العاصمة فقط، بل امتدت إلى ولايتي الجزيرة وغرب كردفان.
ومنذ بداية العام الجاري، زادت وتيرة المعارك التي تعصف بالبلاد منذ أبريل/نيسان الماضي، بين الجيش الذي يقوده عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي“.
وقبل 10 أيام أعلن الجيش كسره حصار قوات الدعم السريع على مقر سلاح المهندسين بمدينة أم درمان، مشيرا إلى أن القوات المتمركزة في القاعدة استلمت تعزيزات من قاعدتين عسكريتين في أقصى شمال المدينة، إلا أن قوات الدعم السريع ما زالت تسيطر على مدينة أم درمان القديمة والمناطق المحيطة بها، مثل مبنى الإذاعة والتلفزيون.
تفاقم معاناة السودانيين
وما زال المواطنون السودانيون هم الضحية الأولى للحرب، التي تسببت في تدمير المرافق الحيوية والبنى التحتية في عدة ولايات.
ومنذ بداية الحرب، فر من السودان قرابة 8 ملايين شخص، نصفهم من الأطفال.
وأودت الحرب بحياة آلاف المدنيين بحسب أرقام الأمم المتحدة التي تقول إن نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في حين يعاني نحو 3.8 مليون طفل دون سن الخامسة سوء تغذية.
وتحاول الأمم المتحدة حشد مساعدات من المجتمع الدولي وأطلقت نداء لجمع 4.1 مليار دولار للاستجابة للحاجات الإنسانية الأكثر إلحاحا.
وتسبب القتال المستمر في أضرار جسيمة للبنية التحتية في السودان، حيث انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت على نطاق واسع في الخرطوم ومعظم المناطق الوسطى والشرقية منذ مطلع فبراير/شباط الجاري، باستثناء 5 ولايات شرقية تم استعادة الخدمة فيها جزئياً، وهي البحر الأحمر ونهر النيل والقضارف وكسلا والولاية الشمالية، في حين لم تتم استعادة الخدمة بعد في بقية ولايات السودان الأمر الذي فاقم من الكارثة الإنسانية في البلاد.
وتعتمد العديد من وكالات الإغاثة الإنسانية المحلية والمستشفيات على التحويلات الأجنبية والتحويلات عبر الإنترنت لمواصلة عملياتها، حيث تسبب انقطاع الإنترنت في توقف جميع الخدمات المالية المصرفية تقريبًا.