أحداث

الجيش السوداني يقر باستهداف موكبا للصليب الأحمر


أقر الجيش السوداني الأحد باستهداف عناصره لموكب تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة اثنين آخرين.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تجري عملية إجلاء مدنيين بينهم أجانب من كنيسة في العاصمة الخرطوم.

وقال بيان للجيش إنه “بمبادرة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اتفقت القوات المسلحة مع ممثلي المنظمة الدولية على إخلاء مدنيين (من بينهم أجانب من جنسيات مختلفة) كانوا متواجدين بكنيسة القديسة مريم بالخرطوم منطقة الشجرة.”

وأوضح البيان أن إجراءات التنسيق تضمنت تحديد خط السير (مقابر الرميلة- مجمع الرواد- مستشفى بست كير) اتجاه دخول المنطقة (من الشمال) نقطة التسليم مستشفى بست كير.

وأضاف “لم يلتزم ممثلو المنظمة الدولية بكل النقاط التي سبق ذكرها حيث قاموا بالآتي: أولا: دخلوا إلى المنطقة من الاتجاه الجنوبي بدلا عن الاتجاه الشمالي طبقا للاتفاق وبالتالي مخالفة خط السير المتفق عليه تماما.

وتابع أنه “ثانيا: حضر موكب ممثلو المنظمة برفقة عربة مسلحة تتبع لقوات الدعم السريع وعليها طاقم مدفع رشاش قامت بالتقرب من مواقعنا الدفاعية، مما أدى إلى تعرض الموكب لإطلاق النار وحدوث عدد من الإصابات بين ممثلي المنظمة”.

وأعرب البيان عن أسف “القوات المسلحة لهذا الحادث الذي وقع نتيجة لعدم التزام ممثلي المنظمة بنقاط التنسيق التي تم الاتفاق عليها، في الوقت الذي نؤكد التزامنا القاطع بالتعاون مع جميع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، كما نشدد على ضرورة التقيد بأي ترتيبات مسبقة يجري الاتفاق حولها لتفادي كل ما من شأنه أن يعرض حياة المعنيين للخطر.”

الدعم السريع تدين

من جانبها، قدمت قوات الدعم السريع روايتها عن الواقعة في بيان أدانت فيه “الهجوم الإرهابي” الذي نفذته “مليشيات (عبدالفتاح) البرهان (قائد الجيش) وكتائب المؤتمر الوطني المتطرفة (تنتمي لتنظيم الإخوان)” بإطلاق النار على وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مما أسفر عن قتلى وجرحى حالة اثنين منهم خطرة من بينهم سيدتان أجنبيتان.

أوقع قتلى وجرحى.. الجيش السوداني يقر باستهداف موكبا للصليب الأحمر

وذكر البيان أنه “وبحسب التنسيق المسبق للجنة الدولية للصليب الأحمر مع قوات الدعم السريع والقوات المسلحة عبر مكاتبات رسمية حددت المسار من الناحية الجنوبية لمنطقة الشجرة وتحديدا تقاطع طلمبة ماثيو (محطة وقود)، حيث تحرك صباح اليوم وفدا من الصليب الأحمر بعدد 3 عربات لاندكروزر و3 حافلات تحمل الأعلام المميزة للصليب الأحمر نحو منطقة الشجرة بالخرطوم لإخلاء عدد من المواطنين والأجانب بينهم راهبات بكنيسة دار مريم.”

وأضاف، “وقد وفرت قوات الدعم السريع الحماية للوفد بقوة بقيادة 3 ضباط ومستشار حقوق الإنسان بقوات الدعم السريع ومساعد منسق عام وحدة الشؤون الإنسانية بالقوات حيث انتهت مهمة قوة الحماية في آخر ارتكاز لقوات الدعم السريع.”

وتابع، “تحرك وفد الصليب الأحمر لوحده حسب التنسيق وخط السير المتفق عليه بين الأطراف وعند دخول مركبات الصليب الأحمر مناطق سيطرة القوات المسلحة تم إطلاق النار على عليها بكثافة من قبل قوة تتبع للقوات المسلحة مما أدى إلى مقتل أحد أفراد الوفد في الحال وإصابة آخرين وتدمير الحافلات واضطر أفراد وفد الصليب الأحمر النزول من المركبات والاحتماء بالأرض لتفادي الهجوم الذي استمر لأكثر من ربع ساعة”.

وزاد، “ووصل إلى مكان إطلاق النار ضابط برتبة العميد يتبع للقوات المسلحة يدعى محمد عبد الله وضابط آخر يدعى عبد العال حيث أفاد قائد القوة التي أطلقت النار من قبل القوات المسلحة بعدم علمه المسبق بدخول وفد الصليب الأحمر إلى منطقته. وأثناء عمليات إسعاف المصابين هاجم أحد أفراد القوات المسلحة وفد الصليب الأحمر محاولا الاعتداء عليهم لولا تدخل بعض منسوبي الجيش، وتحركت مركبة ثالثة للصليب الأحمر من منطقة سيطرة قوات الدعم السريع نحو المصابين لإجلائهم تعرضت هي الأخرى لإطلاق نار كثيف مما أدى إلى إصابة السائق كما تم اعتقال أحد سائقي الحافلات والتحقيق معه من قبل القوات المسلحة وإطلاق سراحه لاحقا.

ومضى البيان قائلا: “قام وفد الصليب الأحمر بإخلاء القتيل والمصابين إلى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع حيث قامت قوة من الدعم السريع بإسعاف المصابين إلى مستشفى السلام بسوبا وتوفي شخص آخر متأثرا بجراحه ليرتفع عدد الضحايا إلى قتيلين وعدد من المصابين يتلقون الرعاية الطبية”.

وأضاف “إننا ندين ونشجب بأشد العبارات هذه الجريمة المروعة التي استهدفت وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهي الجريمة الثانية من نوعها حيث أطلقت القوات المسلحة من قبل النار على وفد كان في مهمة تتعلق بإخلاء مصابي الجيش من المستشفى العسكري ببحري.”

ومنذ منتصف أبريل / نيسان 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش و”الدعم السريع” خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى