الجيش السوداني يستقطب حركات التمرد
يسعى الجيش السوداني إلى استقطاب حركات التمرد التي سبق أن حاربها، لزجها في المعركة ضد قوات الدعم السريع وتأجيج العنف في مسار معاكس لجهود التهدئة التي تقودها أطراف محلية وإقليمية، وهو محور لقاء نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار ووزير الدفاع يس إبراهيم يس، بشأن ترتيبات إكمال عملية دمج قوات الحركة الشعبية في الجيش السوداني التي توقفت بسبب الحرب.
ويراهن الجيش على توجيه أكبر للصراع العرقي والقبلي لاستغلاله في المعركة، حيث أصبحت معركة استمالة القبائل في السودان واحدة من المعارك الجانبية التي يمكن أن تؤثر على مجريات الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. وسبق أن انتقد عقار حياد الحركات المسلحة حيال الوضع القائم في السودان، ودعاهم لمساندة الجيش، كما هاجم قوى الحرية والتغيير قائلا إنها استقوت بالمجتمع الدولي.
ووفق بيان للقوات المسلحة السودانية، نشرته على حسابها بموقع فيسبوك الخميس ان اللقاء بحث سير تنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة في اتفاق سلام جوبا في إطار العمل الجاري، لاستئناف عمليات دمج قوات الجيش الشعبي بالقوات المسلحة السودانية وإكمال ما تبقى منها، خاصة وأن ترتيبات افتتاح مركز التدريب قد شارفت على الانتهاء.
وتريد بقايا النظام السابق في صفوف الجيش استدعاء معارك سابقة وإيقاظ فتن اجتماعية لإحراج قوات الدعم السريع وتوريط قائدها في حرب أهلية، بينما قيادة الدعم السريع تعمل على النأي عن هذه الإشكالية التي يحاول البرهان تغذيتها من خلال دعاية سوداء تتحدث عن انحياز قوات الدعم السريع للقبائل العربية على حساب نظيرتها الأفريقية، بغرض خلق عراقيل اجتماعية أمامها في دارفور وغيره من الأقاليم، ومنع تزايد خطوات التأييد التي أعلنتها قبائل متعددة.
ومثلت اجتماعات رعتها تشاد وضمت العديد من الحركات المسلحة وقوى أهلية واجتماعية وشخصيات بارزة، من بينها القائد الثاني في قوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو، في أنجمينا خلال يوليو الماضي، نقلة نوعية لتحاشي تكرار الحروب القبلية داخل إقليم دارفور، وإمكانية امتدادها إلى الجارة تشاد التي تضم تنوعا قبليا لا يقل حدة عن دارفور سيقود تفجيره إلى تصاعد حدة الصراعات في المنطقة.
ومنذ منتصف نيسان/أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل، وما يزيد على ستة ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وذكرت مصادر مطلعة، أن التلاعب بالقبائل وزرع الخلافات بينها لدرجة الصدام الدامي، يعتبر أحد أهم أوراق خلط الساحة بالنسبة للبرهان حيث ثبت أن أغلب الصراعات القبلية كانت تقف ورائها أيادي استخبارات الجيش وخططها في السيطرة على القبائل واضعافها!
وقد لجأ الجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع إلى تأليب واستمالة القبائل فسعى للاستنفار لقبائل محددة وهمش أخرى وقرب بعضها وأطلق اتهامات تجاه البعض الآخر! وهو في كل ذلك يعمل وفق خطة للاستعانة بالقبائل والزج بها في اتون الحرب الدائرة وتوظيفها للقتال بديلاً عنه بعد أن فقد القوة اللازمة لصد انتصارات الدعم السريع.
وبدأ الجيش عملية التوظيف منذ بداية الحرب باسم القبائل حيث تبارى بعض منسوبيه من الاستخبارات في التنافس حول جمع لافتات القبائل وتقديم الدعم باسمها، حتى لو أدى ذلك لانشقاقها ونشوب النزاع فيما بين القبيلة الواحدة! وقد ظهرت موجة البيانات القبلية التي ترفض سرقة اسمها والزج بها في دعم ومساندة القوات المسلحة التي أصبحت ظاهرة مما يوضح نشاط الاستخبارات العسكرية في خلخلة هذه القبائل واستمالة افراد منها للتحدث باسمها وايهام الرأي العام بأن القبيلة تسير قافلة لدعم ومساندة القوات المسلحة!
وبعد أيام يصدر بيان من إدارة القبيلة بالنفي ورفض سرقة اسمها وإتهام الجيش بمحاولة شقها من خلال استمالة بعض رموزها وانتحالهم صفة النظارة الأهلية للقبيلة وكتابة البيانات الداعمة للحرب والمنحازة للجيش في الحرب العبثية .
وتؤكد المصادر أن البيانات المضادة والنافية لانحياز بعض القبائل في هذه الحرب أصبحت ظاهرة لافتة، بينما يعيب على الجيش وبعض رموزها العسكرية سرقة اسم القبيلة وادارتها الشرعية وتجييرها لمصلحة الحرب ومساندة القوات المسلحة.