الجهود الأمريكية لوقف حرب السودان.. هل تحقق نتائج ملموسة؟
توقع خبراء أن تنجح التحركات الأمريكية الأخيرة بشأن الأزمة السودانية، في جمع طرفي الحرب قريبًا على طاولة المفاوضات للتوصل لاتفاق وقف النار.
-
السودان ونافذة الحل.. واشنطن تقدم “الفرصة الأخيرة” لجنرالات الحرب
-
بعد فشل المفاوضات في جنيف: هل تتجه الأوضاع في السودان نحو تصعيد أكبر في النزاع؟
وشهدت الأيام الماضية تحركات مكثفة من الولايات المتحدة الأمريكية مع الوسطاء وأطراف الصراع العسكري في السودان، بهدف محاصرة تمدد الحرب، والعمل على وقفها من خلال العودة إلى طاولة التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وشملت التحركات لقاءات أجراها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القاهرة مع السلطات المصرية بشأن وقف الحرب بالسودان، والتقى المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، مع قادة الحركات المسلحة التي تقاتل مع الجيش ضد قوات الدعم السريع، إضافة لبيان الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي دعا فيه طرفي الحرب لضرورة العودة إلى طاولة التفاوض ووقف الحرب وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية.
-
قبول الدعوة الأمريكية يحيي آمال السودانيين بعودة التفاوض لإنهاء الحرب
-
احتدام المعارك وسط ترقب لاستئناف محادثات السلام في أبريل
كذلك ينتظر أن يعقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال اليومين المقبلين لقاءً مع قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي غادر اليوم إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويعد اللقاء المرتقب الأول من نوعه الذي يجمع قائد الجيش السوداني مع مسؤول أمريكي رفيع، وذلك بعد أن ظل البرهان يرفض طوال المدة الماضية الذهاب إلى المفاوضات، إضافة إلى رفض سلطاته منح تأشيرات دخول لمسؤولين أمريكيين كانوا يعتزمون مقابلته في بورتسودان.
-
السودان.. هدنة 72 ساعة ضوء أخضر من الجيش والدعم السريع لا يخلو من تحذيرات
-
ما سر المخاوف الإسرائيلية والأمريكية من عودة العلاقات بين السودان وإيران؟
كسر الجمود
وتوقع المحلل السياسي، علي الدالي، أن تُسفر هذه التحركات عن جمع أطراف الحرب على طاولة مفاوضات قريبًا، وذلك بعد كسر الجمود وإزالة الحواجز التي كانت تمنعها من الجلوس معًا في وقت سابق.
وقال الدالي إن المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو، سبق وتحدث عن مباحثات جرت بين الجيش السوداني ووسطاء منبر جنيف الأخير الذي كان بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أكد أن الجيش لم يكن حاضرًا، ولكنه على اطلاع بالتطورات كلها من خلال الاتصال به يوميًّا.
-
تهدد الخارجية الأمريكية بإستخدام كل الأدوات المتاحة لإنهاء الحرب في السودان
-
هل تقود العقوبات الأمريكية على طالت علي كرتي إلى إنهاء الحرب في السودان؟
وأضاف أنه “يتوقع أن تكون نتائج اللقاء المرتقب بين بلينكن والبرهان، إيجابية تصب في مصلحة عملية السلام، وتحدث اختراقًا كبيرًا في المفاوضات بين طرفي الحرب، من خلال كسر الجمود الذي تمر به الآن، ومخاطبة واشنطن لمخاوف البرهان ووعده بالاستجابة لتنفيذ بعض الشروط التي وضعها في وقت سابق للتفاوض”.
وتوقع أن تفلح واشنطن في إقناع البرهان بالتفاوض مع قوات الدعم السريع لوقف الحرب، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستضغط على الطرفين لأجل تقديم التنازلات المطلوبة بما يدفعهما إلى التفاوض.
-
رد نائب حميدتي على العقوبات الأمريكية وحل الدعم السريع
-
الفاشر تحت النار… حرب شوارع تُدخل الصراع السوداني في مرحلة اللاعودة
ويرى الدالي أن رد البرهان السريع على بيان الرئيس الأمريكي الأخير مؤشرًا لوجود تفاهمات مسبقة بين الطرفين.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، دعا طرفي الصراع في السودان إلى العودة إلى طاولة التفاوض لإنهاء الحرب المستمرة في البلاد لما يزيد على عام ونصف.
وقال بايدن في بيان “ندعو أطراف هذا الصراع جميعها إلى إنهاء هذا العنف، والتوقف عن إذكائه؛ من أجل مستقبل السودان والشعب السوداني كاملًا”.
-
السودان ونافذة الحل.. واشنطن تقدم “الفرصة الأخيرة” لجنرالات الحرب
-
واشنطن تشدد قيود التأشيرات على أعضاء حكومة جنوب السودان
وفورًا رحب البرهان بدعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن للعودة إلى طاولة المفاوضات ووقف الحرب، في خطوة مفاجئة، لا سيما أنه سبق أن تجاهل دعوات كثيرة، كان آخرها الدعوة لمحادثات جنيف.
تفاهمات
من جهته يرى المحلل السياسي، صلاح حسن جمعة، أن الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت جدية في إنهاء ملف السودان، وذلك من خلال التفاعل المباشر من الرئيس بايدن مع الأزمة ودعوته إلى وقف الحرب عبر التفاوض.
-
بعد فشل المفاوضات في جنيف: هل تتجه الأوضاع في السودان نحو تصعيد أكبر في النزاع؟
-
واشنطن تكشف استمرار المفاوضات لتأمين وصول المساعدات الإنسانية عبر طريق بورتسودان إلى الجزيرة وسنار
وقال إن القرائن تشير إلى وجود تفاهمات جرت بين الجيش السوداني والولايات المتحدة الأمريكية خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي للقاهرة، إذ أعقبها بيان بايدن والترحيب السريع من البرهان، في وقت أشارت تسريبات إلى لقاء مرتقب بين “البرهان وبلينكن” على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف أنه “سبق وعُرقلت لقاءات مفترضة بين البرهان ومسؤولين أمريكيين حتى في السودان من قبل الإسلاميين الذين يسيطرون على المشهد الداخلي، وهذه فرصة كبيرة للبرهان أن يتحاور مع الأمريكان مباشرة بعيدًا من قيود أنصار النظام السابق”.
وذكر أن البرهان يبدو أنه الآن مستعد إلى حد كبير لتقديم التنازلات المطلوبة لأجل الذهاب في اتجاه وقف الحرب وإحلال السلام، مشيرًا إلى أن صوت السلام أصبح أعلى في مقابل أصوات دعاة الحرب.
وأشار إلى أن البرهان مهدّ للقائه مع بلينكن في خطابه الأخير بقوله إنه يتطلع للقاء مسؤولين أمريكيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأجل مناقشة أجندة وقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين والوصول لسلام.
وكانت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، كشفت قبل يومين عن فعاليات مختلفة متعلقة بالسودان، ستعقد على هامش الجمعية العامة في نيويورك، بغية “جلب الأطراف المختلفة إلى طاولة المفاوضات”.
وأكدت تقارير أن إدارة بايدن أطلقت جهدًا جديدًا لإحياء محادثات السلام المتوقفة بشأن السودان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في محاولة لمعالجة الصراع الذي يعصف بالبلاد.