أحداث

الجزيرة تحت النار.. انتهاكات ممنهجة من الجيش وميليشيات الإخوان


تحولت ولاية الجزيرة، قلب السودان النابض، إلى مسرح لجرائم بشعة داخل معتقلات الجيش وميليشياته الإسلامية “جماعة الإخوان المسلمين”. فقد كشف تقرير مروع صادر عن مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان عن انتهاكات فظيعة منذ اندلاع الحرب في نيسان (أبريل) 2023.

مراكز الاعتقال في الحصاحيصا، ورفاعة، والمناقل، وود مدني. أصبحت أوكارًا للتعذيب الممنهج، والإخفاء القسري، والقتل بدم بارد. أكثر من (3) آلاف معتقل، بينهم نساء وأطفال، يواجهون الموت اليومي تحت يد الجيش وذراعه “البراؤون” نسبة الى ميليشيات البراء بن مالك الإخوانية.

الخلية الأمنية، والاستخبارات العسكرية. وقوات درع السودان، إلى جانب مجموعات مثل “البراؤون” المرتبطة بالإخوان المسلمين، بحسب تقرير المرصد، تمارس تعذيبًا قاسيًا. ومعاملة مهينة، وحرمانًا من المحاكمات العادلة، مستهدفة النشطاء السياسيين، وأعضاء لجان المقاومة، ومتطوعي غرف الطوارئ، خاصة من أصول غرب السودان. 

وبحسب التقرير الذي نُشر على موقع المرصد، فإنّه في الحصاحيصا يُحشر (230) شخصًا. بينهم أطفال ونساء، في ظروف غير إنسانية، وفي رفاعة يُسجن (70) معتقلًا في غرفة (6×8) أمتار، يعانون التجويع والضرب المستمر، أمّا في المناقل. فتُدفن جثث الضحايا في مقابر سرّية بعد تصفيات جسدية.

وتشهد ود مدني، عاصمة الولاية، أسوأ المآسي. حيث تجاوز عدد المعتقلين (3) آلاف، معظمهم يواجهون أحكامًا قاسية بالسجن المؤبد والإعدام بناءً على اعترافات قسرية انتُزعت تحت التعذيب. التقرير وثّق مقتل خالد حسن عوض الجيد “ود الليبي” في المناقل بعد تعذيبه، دون تقرير طبي أو توضيح رسمي. ويعاني المؤرخ خالد بحيري (70 عامًا) من تدهور صحي خطير بعد (3) أشهر من الاحتجاز السرّي. محرومًا من العلاج. وأمجد بابكر التاي يُعذب في رفاعة فقط لأنّ شقيقه أسعد التاي يعارض الحرب.

ولفت التقرير إلى تفشي الفساد المالي داخل مراكز الاعتقال. حيث يُفرج عن بعض المحتجزين مقابل رشاوى تصل إلى (8) ملايين جنيه سوداني.

وقد دعا المرصد في ختام تقريره إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفيًا. وفتح تحقيقات مستقلة لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات. وضمان تقديم الدعم القانوني والطبي للضحايا، محذّرًا من أنّ استمرار الإفلات من العقاب سيحول البلاد إلى “معتقل كبير”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى