التطهير العرقي في الخوي والحمادي: تصعيد مروّع في حرب الميليشيات على الأرض السودانية

في تطور خطير ومفزع للنزاع المسلح في السودان، أفادت تقارير ميدانية وحقوقية متقاطعة بقيام ميليشيات تابعة لـجيش الحركة الإسلامية وميليشيات البراء بن مالك بارتكاب جرائم تصفية عرقية بحق مدنيين في منطقتي الخوي بولاية شمال كردفان والحمادي بولاية جنوب كردفان.
-
الدعم السريع تصعّد الاتهامات: البراء واجهة الإخوان للضرب بالكيماوي؟
-
السودان: أمريكا تختلق اتهامات بالكيماوي للتغطية على دعم قوات الدعم السريع
هذه الجرائم، التي وثّقتها شهادات محلية ونشطاء حقوقيون على الأرض، تشير إلى تصعيد نوعي في أساليب العنف، حيث تم تنفيذ عمليات ذبح وقطع رؤوس بحق مدنيين من قبيلتي دار حمر والحوازمة، في ممارسات أقرب إلى النهج الدموي الذي اعتمدته جماعات متطرفة مثل تنظيم “داعش”.
خلفيات الصراع: اتهامات بالتواطؤ مع الدعم السريع
وفق ما وثّقته مصادر محلية، فإن دوافع هذه العمليات المسلحة تستند إلى اتهامات موجهة ضد أبناء القبيلتين بالتعاون مع قوات الدعم السريع، وتحديدًا عبر:
-
تسهيل دخول الدعم السريع إلى مدينة النهود عبر مناطق نفوذ قبيلة دار حمر.
-
تقديم الحوازمة تسهيلات لسيطرة الدعم السريع على منطقة الحمادي.
-
تقرير ميداني من الدعم السريع: ممارسات الجيش تجاوزت القتال إلى الإبادة
-
حميدتي يتعهد بعودة «الدعم السريع» إلى الخرطوم.. مواجهة جديدة تلوح في الأفق؟
غير أن هذه الاتهامات، بحسب محللين، تفتقر لأي أدلة موثقة، وتُستخدم كذريعة لتصفية حسابات سياسية وعقائدية في صراع بات يتخذ طابعًا أهليًا مقلقًا.
ميليشيات عقائدية بمرجعية أيديولوجية
تنشط ميليشيا جيش الحركة الإسلامية باعتبارها الذراع العسكرية غير الرسمية لبعض التيارات الإسلامية المرتبطة بالنظام السابق، بينما تعد ميليشيا البراء بن مالك واحدة من أكثر الكتائب تطرفًا في خطابها العقائدي، وتتغذى على أدبيات العنف الجهادي والتكفير السياسي.
تشير تقارير ميدانية إلى أن الميليشيات اعتمدت في عملياتها الأخيرة على أساليب ترهيب ممنهجة، منها قطع رؤوس الضحايا وتصوير العمليات، في محاولة لإرهاب المجتمعات المحلية وردعها عن التواصل مع أي طرف سياسي أو عسكري مناوئ لتوجهات هذه الجماعات.
-
الدعم السريع يسيطر على المالحة.. تحوّل استراتيجي في صراع السودان
-
معركة الخرطوم.. الجيش السوداني يحتفل بالسيطرة والدعم السريع يناور
ضحايا بلا حماية: صمت الدولة وغياب المساءلة
لم يصدر عن الحكومة السودانية أي موقف رسمي واضح يدين هذه الجرائم، رغم خطورتها واتساع رقعتها الجغرافية. كذلك، لم تُعلن أي جهة قضائية أو عسكرية عن فتح تحقيق مستقل أو إحالة المتورطين للمحاسبة.
هذا الصمت، بحسب مراقبين، يعكس هشاشة مؤسسات الدولة وانهيار منظومة العدالة في مناطق النزاع، ويمنح الميليشيات حرية أوسع في استخدام القوة المفرطة دون خشية من العقاب.
-
الدعم السريع: القصر بعيد عن سيطرة الجيش والقتال لا يزال محتدمًا
-
هل تنجح حكومة الدعم السريع وحلفاؤها في تقويض نفوذ الجيش السوداني؟
خطر الانزلاق إلى حرب أهلية شاملة
تكمن خطورة ما حدث في الخوي والحمادي في أن الصراع لم يعد فقط بين قوتين عسكريتين (الجيش السوداني والدعم السريع)، بل بدأ يتخذ طابعًا قبليًا وطائفيًا، حيث تُستهدف مجتمعات بأكملها بتهمة “الولاء” لهذا الطرف أو ذاك، ما ينذر بـتفكك النسيج الاجتماعي وانزلاق البلاد نحو حرب أهلية شاملة.
ويحذر خبراء من أن استمرار هذا النمط من العنف يمكن أن يطلق موجات من الثأر القبلي والنزوح الجماعي والاقتتال الداخلي، يصعب احتواؤها لاحقًا.
دعوات لتحقيق دولي ووقف فوري للتصعيد
منظمات حقوقية محلية وإقليمية طالبت بإجراء تحقيق دولي عاجل ومستقل في الجرائم التي ارتُكبت، ودعت المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على قادة الميليشيات الذين تورطوا أو حرّضوا على هذه الأعمال.
-
مخيم “زمزم” في قبضة “الدعم السريع”.. ماذا وجدت القوات؟
-
حرب بالنفط.. الدعم السريع يتهم حكومة البرهان بتمويل الصراع
كما حثت هذه المنظمات أطراف النزاع السوداني على وقف فوري للعمليات العسكرية ضد المدنيين، والعمل على توفير ممرات آمنة للنازحين والمهددين في مناطق الخوي والحمادي وما جاورهما.
ضحايا الصراع لا يحملون السلاح
المدنيون في السودان هم الخاسر الأكبر في حرب لا تعترف بالقانون ولا ترحم الضعفاء. ما حدث في الخوي والحمادي يُشكل جرس إنذار مدوٍ لما قد تشهده مناطق أخرى من السودان، ما لم يتحرك المجتمع الدولي والمحلي لوقف آلة العنف ومحاسبة المتورطين دون استثناء.
-
قائد الدعم السريع يتوعد إخوان السودان: نزع السلطة قادم (فيديو)
-
خسائر ضخمة للجيش السوداني وحلفائه على يد “الدعم السريع” في دارفور
-
تصعيد خطير في دارفور.. “الدعم السريع” يتهم الجيش بقتل وجرح المئات
