البرهان يطرق أبواب تل أبيب لإعادة فتح قنوات واشنطن

أثارت تقارير إعلامية كشفت عن مفاوضات سرية بين الحكومة السودانية وإسرائيل بحثا عن وساطة لتهدئة التوتر مع الولايات المتحدة، جدلا واسعا، بينما سارع فريق البرهان إلى نفي صحة الأنباء المتداولة، فيما يُرجح أن قائد الجيش السوادني يسعى إلى استثمار المكاسب الميدانية التي حققتها قواته خلال الآونة الأخيرة لتغيير موقف الدولة العبرية التي ترفض إبرام اتفاق سلام مع الخرطوم قبل نهاية الحرب السودانية.
وأكد وزير الإعلام السوداني خالد علي الأعيسر في بيان أن “الحكومة السودانية لم ترسل أي مبعوث إلى إسرائيل”، دون تفاصيل أخرى عن هوية المبعوث، مضيفا أن “ما تداولته بعض وسائل الإعلام بهذا الشأن عارٍ تماما عن الصحة”.
وكان موقع صحيفة “الراكوبة السودانية” أشار في تقرير الثلاثاء إلى أنه “بعد أسبوعين من استعادة الجيش السوداني السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم، كشف مسؤول عسكري سوداني، لم يذكره، أن الصادق إسماعيل، مبعوث القائد العسكري عبدالفتاح البرهان، زار إسرائيل الأسبوع الماضي”، مضيفا أن الزيارة أُحيطت بالسرية.
وذكرت الصحيفة أن الزيارة “كانت تهدف إلى التنسيق مع إسرائيل بشأن كيفية الترويج للبرهان لدى الإدارة الأميركية الجديدة وتخفيف التوترات مع دولة الإمارات”.
وكان فريق البرهان قد اتهم بهتانا الإمارات بالتدخل في الصراع ودعم قوات الدعم السريع، فيما تزامنت هذه الاتهامات مع تفاقم خسائر الجيش السوداني العام الماضي وفقدانه السيطرة على أغلب المقار الحيوية في العاصمة، بينما دحضت أبوظبي بالحجج القاطعة هذه المزاعم، مشددة على أنها ظلت منذ اندلاع الحرب، على نفس المسافة الفاصلة بين طرفي الصراع ولطالما دعت إلى الحوار لإنهاء الأزمة بما يؤدي إلى تأسيس الدولة السوادنية الجديدة، فضلا عن جهودها الإنسانية للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية.
وأعلنت إسرائيل والسودان في أواخر العام 2020 تطبيع العلاقات بينهما، بعد تعهّد الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب بإزالة اسم البلد من قائمة “الدول الراعية للإرهاب” وتقديم مساعدات للخرطوم، لكن الطرفين لم يوقعا رسميا على اتفاقية سلام.
وسبق أن أكد مسؤولون إسرائيليون أن فرص إقامة علاقات مع السودان قد تضاءلت إثر الانقلاب الذي نفذه البرهان وحل مجلسي السيادة والوزراء واعتقال قيادات المكون المدني الذي شارك في الحكم.
وتنظر الدولة العبرية بقلق إلى الحرب في السودان، فيما يستبعد مراقبون تحقيق تقدم في ملف التطبيع، قبل تسوية الأزمة واتضاح الرؤية في ما يتعلق بالمشهد السياسي بعد انتهاء الصراع.
ويتوقع مراقبون فشل جهود البرهان لترميم العلاقات مع الولايات، خاصة بعد أن رفض العام الماضي دعوة أميركية لمحادثات سلام مع قوات الدعم السريع، ما أدى إلى إفشال إحدى المبادرات التي كانت تهدف إلى وقف الحرب.
وأدى تعنت قائد الجيش السوداني ورفضه الانخراط في جهود إنهاء الأزمة وسعيه إلى فرض الأمر الواقع واتباع سياسة الأرض المحروقة إلى إطالة أمد الصراع الذي يدخل عامه الثاني، دون أي بوادر للتهدئة.
وفرضت واشنطن في أوائل العام الجاري عقوبات على البرهان باعتباره “عضوا في مجلس إدارة القوات المسلحة، وهي كيان شارك في أعمال أو سياسات تهدد السلام والأمن أو الاستقرار بالسودان”، وفق وزارة الخزانة الأميركية.
