أحداث

البرهان في مرمى الإخوان.. تحجيم متبادل أم ساعة الإطاحة؟


سلّط الكاتب السوداني البارز صلاح شعيب المزيد من الضوء على التهديدات التي تحيط برئيس الجيش عبد الفتاح البرهان من قبل الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين) ومدى هيمنتهم على المؤسسة العسكرية، هذا إلى جانب الخيارات المطروحة أمامه للتخلص منهم.

وأكد شعيب في مقالة نشرها عبر صحيفة (التغيير) أنّ هناك فريقًا يرى أنّ قدرة البرهان على التخلص من الإسلاميين، مدنيين وعسكريين، من جهاز الدولة محال. ويعزز هؤلاء وجهات نظرهم انطلاقًا ممّا كشفه بعض المسؤولين في الحركة الإسلامية بأنّهم اخترقوا حتى مكتب البرهان، وأنّ انتصارات حرب الكرامة تعود إلى كوادرهم.

وتابع شعيب: “بالنسبة إلى المعارضين للحرب، فإنّهم يرون أنّ الجيش هو جيش الحركة الإسلامية التي جيّرته منذ الأعوام الأولى، وأصبح الدخول إلى الكليّة الحربية يتم وفقاً لتوصيات أمراء الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين) في الثانويات. ولذلك يعضد هؤلاء وجهات نظرهم بأنّ معظم كبار الضباط، وصغارهم، دخلوا الجيش لانتمائهم الإيديولوجي. أمّا البقية، فقد استثمر التنظيم في انتهازيتهم، كما هو حال الدبلوماسيين وكبار قادة الخدمة المدنية والإعلاميين،  وبالتالي صاروا يقومون بأدوار نوعية أهمّ ربما من أدوار المنتمين للإسلام السياسي داخل الجيش، والقطاعين العام والخاص.

وأشار شعيب إلى أنّ هناك  كثيرين يرون أنّ التعاون في خطة وإدارة الحرب بين قيادة الجيش والإسلاميين المدنيين والعسكريين، من جماعة البراء وغيرهم، هو تعاون مرحلي، فالبرهان يريد استخدامهم كقاعدة دائمة لتحقيق طموحه في رئاسة البلاد بعد أن يتم الانتصار على قوات الدعم السريع. أمّا الإسلاميون، فقد وجدوا في الحرب فرصة لاستعادة حكمهم، والتخلص من موروث ثورة كانون الأول (ديسمبر)، وعزل القوى السياسية التي أسقطت مشروعهم المستقبلي، ومن ثم التخلص لاحقًا من البرهان نفسه، وتكليف قائد عسكري مؤدلج يستجيب لشروطهم، ويكون واجهة لهم في القوات المسلحة.

هذا، ويقول كثيرون: إنّ البرهان يدرك أنّ المحيط الإقليمي، والدولي، لا يساعد على ترسيخ مستقبله في حال انتصاره في الحرب إذا اعتمد على الإسلاميين كقاعدة للحكم. ولكل هذا فإنّ فضّه الشراكة مع الإسلاميين أمر حتمي متى ما أصر على مواصلة الحرب ليظفر، أو في حال رضوخه للضغط الخارجي للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع الدامي.

وأضاف شعيب في مقالته: “إنّ قيادة الجيش، والإسلاميين، يتربصون في الخفاء ليحققوا أجندتهم، فإذا حقق البرهان  الانتصار، ودانت له السيطرة على الدولة، فسيواجه فاتورة الحركة الإسلامية، وفي حال قناعته ـ مع الضغط الإقليمي والدولي ـ بأن يعود إلى التفاوض مع قوات الدعم السريع لوقف إطلاق النار، فإنّه بحاجة إلى تأكيد قدرته على تحجيم الإسلاميين قبل أن تتم الإطاحة به”.

ولفت الكاتب الصحفي إلى أنّ الآلة الإعلامية الإسلاموية الداعمة لاستمرارية الحرب نجحت كثيراً في ابتزاز البرهان في كل مراحل التفاوض السابقة، وتهديد حياته، إذا سعى للاتفاق على إيقاف الحرب. بل ما يزال البرهان يواجه هذا الابتزاز، والتهديد، هذه الأيام في ظل أنباء غير مؤكدة عن وجود مساعٍ للتفاوض بين الطرفين المتقاتلين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى