البرهان بين صراعات الإخوان واستمرار الحرب: أين الأولويات؟

انتقد قائد القوات المسلحة السودانية عبدالفتاح البرهان صراعات الفصائل داخل حزب المؤتمر الوطني، ذي المرجعية الإسلامية، الذي كان يتولى السلطة، قائلا إنها تنطوي على مخاطر بالنسبة للبلاد بعد تحرك لمعاودة تنصيب حليف للرئيس المعزول عمر البشير زعيما للحزب، فيما يبدو أن البرهان منشغل بالانقسام داخل الحركة الإسلامية أكثر من انشغاله بوضع حد للحرب.
ولدى حزب المؤتمر الوطني علاقات قوية مع الجيش، ويؤثر فيما يبدو على عملية صنع القرار خلال الحرب المدمرة المستمرة منذ 19 شهرا على قوات الدعم السريع، ولا سيما عبر عرقلة محاولات وقف إطلاق النار.
وسعى البرهان إلى فكّ الارتباط بينه وبين الجماعات الإسلامية وحزب المؤتمر المنحل بعد الاتهامات الموجهة للجيش السوداني بالتحالف مع فلول نظام البشير لنسف المبادرات الدولية الهادفة إلى وقف الحرب وتأسيس الدولة السودانية الجديدة.
-
ما هو دور إيران في السودان؟
-
الجيش السوداني يرفض كل الوساطات الاقليمية والدولية الداعية للوصول لحل شامل
وظهرت في الأيام القليلة الماضية علامات على الانقسام داخل حزب المؤتمر الوطني، الذي كان في السلطة لثلاثة عقود قبل عزل البشير في انتفاضة شعبية في 2019، بعد أن انتخب مجلسه الاستشاري أحمد هارون رئيسا للحزب.
وهارون من المقربين من البشير وكلاهما على قائمة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ترجع إلى الحرب التي اندلعت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في إقليم دارفور بالسودان.
-
الإخوان وإيران يتقاسمون السودان
-
طهران تضغط على البرهان لإقامة قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر مقابل السلاح
وكانت الولايات المتحدة عرضت في يناير/كانون الثاني مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يساعد في القبض على هارون.
وقال البرهان في كلمة له إن اجتماع مجلس شورى الحزب كان مثيرا للانقسام، مضيفا في مؤتمر اقتصادي ببورتسودان “لن نقبل بأي عمل سياسي مناوئ أو يهدد وحدة السودان أو يهدد وحدة مقاتليه”.
وأضاف “لسنا في حوجة لأي صراعات الآن ولسنا في حوجة لأي تشتت الآن. نحنا عندنا هدف دايرين نمشي ليه متماسكين وموحدين.. هزيمة هؤلاء المتمردين والقضاء عليهم”.
وخرج هارون والعديد من كبار نواب البشير السابقين من السجن بعد اندلاع الحرب الحالية، وما زالوا طلقاء. ويقول محامي البشير (80 عاما) إن موكله محتجز حاليا في مدينة مروي بعد نقله إلى هناك من العاصمة المحاصرة الخرطوم لتلقي العلاج الطبي.
وكان هارون رئيسا لحزب المؤتمر الوطني عند اندلاع الحرب، قبل استبداله لاحقا بإبراهيم محمود حامد الذي كان يمارس دوره من خارج السودان لكنه عاد في الآونة الأخيرة، ورفض قرار مجلس الشورى واحتفظ بوضعه رئيسا لحزب المؤتمر الوطني.
ويقاتل أعضاء من الفصائل المتنافسة في حزب المؤتمر الوطني وجماعات إسلامية أخرى قوات الدعم السريع داخل وحدات الجيش النظامي وإلى جانبها، وينشط بعضهم ضمن كتيبة البراء بن مالك، وهي مجموعة مسلحة متهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
ونفى البرهان وجود انتماءات حزبية لقوات الجيش، قائلا “الناس اللي بيقاتلوا دول الآن في الميدان… سودانيين هماهم البلد وعندهم قضية بيقاتلوا من أجلها”.
وتسببت الحرب في انتشار الجوع الحاد والمرض في شتى أنحاء السودان ويواجه الجانبان اتهامات بعرقلة وصول المساعدات، بينما أبدت قوات الدعم السريع مرارا استعدادها للانخراط في أي جهود تهدف إلى التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية.
لكن البرهان لم يبد علامة على الاستعداد للتفاوض لإنهاء القتال، معتبرا أن “الحل النهائي للحرب هو القضاء علي المتمردين نهائيا.. لن نذهب إلى مفاوضات أو وقف إطلاق نار غير مصحوب بوقف الهجوم علي الفاشر وسحبهم من المناطق التي يحتلونها وفك حصار الطرق”.
