الإمارات تطلق حملة دعم إنساني للشعب السوداني في أديس أبابا

وتبذل الّإمارات جهودا مكثفة للدفع بهدنة إنسانية في السودان خلال شهر رمضان رغم موقف الجيش المتعنت. ففي بيان أمام المؤتمر أكدت أبوظبي أن احترام حرمة هذا الشهر يمثل فرصة حاسمة لتخفيف معاناة الشعب السوداني. لا سيما أن النساء والأطفال هم الأكثر تضررًا من الأزمة المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان 2023.

ورفض الجيش السوداني قبل أيام، مبادرة إنسانية أخرى أطلقتها الإمارات تهدف إلى وقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان المقبل. رغم تفاقم الأزمة الإنسانية في البلد الذي يئن تحت وطأة المجاعة.

ويشير تعنت عبدالفتاح البرهان قائد الجيش رئيس مجلس السيادة، إلى أنه المعطل الرئيسي لحل الأزمة بسبب إجهاضه للعديد من المبادرات التي كانت تهدف إلى وقف الحرب وانهاء الصراع.

ويُنظم المؤتمر الإنساني بالتعاون بين الإمارات والاتحاد الأفريقي. والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، وإثيوبيا، ويهدف إلى تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في السودان. الذي يعاني من تداعيات الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ويُعقد المؤتمر على هامش القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الأفريقي. ويسعى إلى جذب الدعم والتمويل اللازمين للجهود الإنسانية في السودان.وأثار تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي وسط إشادة بجهود المنظمين للتخفيف من معاناة السودانيين.

وشددت الإمارات التزامها المستمر بدعم السودان، مشيرة إلى أهمية الجهود الجماعية لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وأعلنت عن تمويل إضافي لدعم الجهود الإنسانية في السودان. ليصل إجمالي الدعم منذ أبريل/نيسان 2023 إلى أكثر من 600 مليون دولار. فيما بلغ إجمالي المساعدات المقدمة للسودان خلال العقد الأخير 3.5 مليار دولار.

• تحذير سوداني: الحرب بين الجيش والدعم السريع تدفع نحو كارثة إنسانية

• الدعم السريع تُحكم سيطرتها على شمال النيل الأبيض في السودان

وأكدت أن للشعب السوداني حقوقًا أساسية يجب الحفاظ عليها. بما في ذلك الأمن، والغذاء، والرعاية الصحية، والمياه النظيفة، والمأوى. مشددة على ضرورة عدم تسييس المساعدات الإنسانية أو عرقلتها بآليات بيروقراطية.

ورحبت بالجهود الدبلوماسية الدولية لإيجاد حل للأزمة الراهنة في السودان. مؤكدة استعدادها للتعاون والتنسيق مع مختلف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع وإيجاد حل شامل للأزمة.

ويشهد المؤتمر حضورًا بارزًا، ومن بين المشاركين رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، والرئيس الكيني وليام روتو، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، والسكرتير التنفيذي لمنظمة “إيغاد” ورقنه جيبيهو.

• صراع السودان يتصاعد: “الدعم السريع” تستخدم المسيرات الانتحارية في هجوم على “شندي”

• مدينة بوط تحت سيطرة الدعم السريع: تحول استراتيجي في النزاع السوداني

وفي كلمته الافتتاحية، شدد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد على أهمية التضامن الدولي لمساعدة السودانيين. مؤكداً أن تداعيات الصراع السوداني باتت ذات أبعاد إقليمية ودولية. مشيرًا إلى أن إثيوبيا تدعم عملية سلام سودانية شاملة يقودها السودانيون أنفسهم.

وتعهد آبي أحمد بتقديم بلاده 15 مليون دولار أميركي من المساعدات الإنسانية للسودان، في إطار المساهمة في الدعم الدولي المتزايد للبلاد وسط أزمتها المستمرة.

ويأتي التنظيم الإماراتي للمؤتمر استجابة لإعلان الأمم المتحدة عن تزايد خطورة الوضع الإنساني في السودان نتيجة للصراع المستمر.

• إنجاز جديد.. «الدعم السريع» تسيطر على معبر حدودي مع جنوب السودان

• “الدعم السريع” تسيطر على “أم القرى” وسط السودان وسط تصعيد متواصل

وفي تصريح له، حذر نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، إدمور توندلانا، من أن الوضع في البلاد يزداد سوءًا يومًا بعد يوم. مشيرًا إلى أن السودان يُعد من بين الدول التي تواجه أعلى الاحتياجات الإنسانية على مستوى العالم.

وأشار توندلانا إلى أن حوالي 30 مليون سوداني يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة عن العام الماضي حيث ارتفعت الأعداد بمقدار خمسة ملايين شخص.

وتعكس هذه الأرقام الوضع الكارثي الذي يعيشه السودان بسبب استمرار الصراع والنزوح الواسع للمواطنين. وقد أسفر هذا الصراع عن واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم. حيث يعجز ملايين الأشخاص عن تلبية احتياجاتهم الأساسية من غذاء، ماء، ورعاية صحية.

ودعا توندلانا إلى ضرورة توفير التمويل الإنساني اللازم لمواجهة هذه الأزمة المتفاقمة. فقد تم إطلاق نداء إنساني من قبل الأمم المتحدة لجمع 4.2 مليار دولار. لدعم العمليات الإنسانية في السودان وذلك لتلبية احتياجات الشعب السوداني في مختلف المجالات مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم. وهذا التمويل يعد أمرًا حيويًا لدعم جهود الإغاثة السريعة وتوفير الأساسيات اللازمة لمساعدة المتضررين من الصراع.