أحداث

الإخوان يستغلون تصوير الجيش السوداني ملكية خاصة للكيزان لتحقيق أجنداتهم


قال السياسي السوداني علي ترايو: إنّ استمرار منهج تكرار الخطأ وترديد الأسلوب الخاطئ لا يقود إلا إلى المزيد من تصعيد الأزمة وتضخيم المأزق. وهذا الأسلوب هو الذي تتبناه القوى السياسية السودانية خلال عقود من الزمان دون توقف، فهي تردد مقولة إنّ الجيش السوداني قد تحول إلى مجرد ملكية خاصة للإخوان المسلمين (الكيزان).  

وأضاف في مقالة نشرها عبر موقع (سودان تريبون): هذا الترديد الخاطئ اكتشف الكيزان سرّه منذ أمد بعيد، وظلوا يستثمرونه بذكاء ضد خصومهم من بقية السياسيين السودانيين، ويستخدمونه بطريقة توسّع الهوة السحيقة بين مؤسسة الجيش السوداني وبين بقية القوى السياسية، بينما تزيد التقارب بين المنظومة الإسلاموية والجيش في كل محطة سياسية فاصلة، خاصة منذ سطوهم على السلطة عام 1989.

ولفت ترايو إلى أنّه كلما أتى السياسيون بخطاب “نقدي” للجيش، هرول الإسلاميون وغلفوه بنكهة الاستخفاف والاستهتار ضد الجيش، وصوروه كخطاب كراهية ضده، ممّا يتيح لهم مساحة مغازلة الجيش، باعتبار أنّهم الأصدقاء المقربون الذين يقدمون له النصح والنصرة في ضجيج إعلامي صارخ.

وتابع السياسي السوداني في مقالته: “في خضم هذه المباراة الغافلة (بين تصوير خطاب القوى السياسية على اعتباره كراهية للجيش، وبين الادعاء الكاذب للكيزان (الإخوان) بصداقة الجيش)، والتي ظلت القوى السياسية تمارسها (بوعي أو دون إدراك)، تتكثف دخان الكراهية ضدهم، بينما يزداد عربون الصداقة المزيفة لصالح (الكيزان). وقد أدت نتيجة ذلك إلى تشويه هيكلي لمفاهيم “إصلاح المؤسسات الأمنية”، التي تبنتها القوى الحريصة على إحداث تغيير إيجابي شامل لمؤسسات الدولة، بما فيها القطاع الأمني.

وأكد أنّ القوى السياسية فشلت في إرسال خطاب سياسي ناضج ومطمئن عن “الترتيبات الأمنية”، لتفاعل إيجابي يتيح الحوار الناضج مع القوى الأمنية. لكنّ هذه القوى أمسكت بخطاب خام يفتقر إلى الكياسة والإبداع، يتلخص في أنّ الجيش قد أصبح مجرد أداة طائعة في يد الكيزان، وأنّ الجيش قد أصبح من سلالة الكيزان الذين خرجوا من صلبهم، وأصبح عندهم أنّ كل من يخرج من صلب الكيزان فهو “كوز”، وأنّ مؤسسة الجيش قد أصبحت منتجعاً لا تلد إلا فاجراً كفاراً.

وختم مقالته بالقول: “هكذا تم إفساح مجال وفرصة نادرة (للكيزان) ليطوعوا هذا الخطاب المضاد كما يشاؤون، ويحيلوه إلى طين صلصال يبيعونه للجيش، ويستخدمونه ضد القوى السياسية الأخرى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى