الإخوان يحركون العطا لتعطيل مسار الديمقراطية في السودان
أثار تهديد ياسر العطا، مساعد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بـ “تنفيذ انقلاب عسكري” على القوى المدنية إذا وصلت إلى السلطة عبر الانتخابات، جدلاً واسعاً في الشارع السوداني، وكشف عن النوايا الحقيقية للقيادة العسكرية تجاه التحول الديمقراطي.
ويُعتبر التهديد الصريح من الرجل الثالث في الجيش، الذي يعمل وفق أجندة تنظيم الإخوان المسلمين، جريمة كبرى تستوجب عقوبات تصل إلى الإعدام بموجب القوانين الجنائية والعسكرية السودانية والدولية.
واعتبر مراقبون قانونيون وسياسيون، صرّحوا عبر (سكاي نيوز)، تهديدات العطا جريمة صريحة، لأنّها تمثل “إعلان نية لارتكاب جريمة ضد الدولة وفق القانون الجنائي السوداني وقانون القوات المسلحة، وأنّها ازدراء واضح لسلطة الشعب وسلسلة الشرعية”.
وأشار خبراء قانونيون، منهم محامون في هيئة الاتهام بانقلاب 1989، إلى أنّ تصريحات العطا تتضمن تحريضاً واضحاً على الانقلاب وتقويض أيّ نظام مدني دستوري مستقبلي، وتؤكد استمرار دور الجيش في تقويض الانتقال المدني بعد الإطاحة بنظام الإخوان في 2019، وتؤكد تورطه في إشعال الحرب الحالية بالتنسيق مع التنظيم الإخواني لقطع الطريق أمام الحل السياسي.
ونبّه الخبراء إلى أنّ المواد (21 و 25 و 26 و 50 و 65) من القانون الجنائي السوداني تجرّم أيّ فعل يهدف لتغيير النظام بالقوة، وأنّ الركن المادي للجريمة يكتمل بمجرد الإعلان أو الإعداد، وهو ما يجعل توقيف العطا للمحاكمة أمراً ضرورياً، إن وجدت أجهزة عدلية فاعلة.
ورسّخت تصريحات العطا الاعتقاد بأنّ الجيش لم يعد جيشاً قومياً مهنياً، بل تحول إلى “حزب سياسي” مرتهن لقرار تنظيم الإخوان.
ويرى المحللون أنّ العطا، كأحد أبرز الموالين والمندوبين للإخوان داخل الجيش، يعكس العقلية الشمولية للتنظيم التي لا تعني لها مصادرة خيار الشعب شيئاً.
هذا التهديد يمثل جرس إنذار للقوى المدنية، مؤكداً أنّ الحرب الحالية هي حرب ضد الثورة والتحول المدني، وأنّ القيادة العسكرية تستخدم القوة الممولة من موارد الدولة لقمع المواطنين والإساءة لخصومها السياسيين.
وكانت عدة وسائل إعلان قد تناولت تصريحات عن مصادر رفيعة في قوات الدعم السريع تحدثت عن مخطط ينفذه الإخوان المسلمون يضع “ياسر العطا” في واجهة تنفيذه، يهدف إلى التخلص من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وبعض المقربين منه مثل شمس الدين الكباشي.
وأضافت المصادر أنّ الإخوان وعدوا “العطا” بتعيينه قائداً للجيش بديلاً للبرهان الذي باتوا يرونه “حملاً ثقيلاً” وسبباً في الخسائر العسكرية المتتالية أمام قوات الدعم السريع.
ويعتبر الإخوان أنّ البرهان ومن معه أصبحوا عبئاً داخلياً، ويشيرون إلى عدم اعتراف عناصر الميليشيات التابعة لهم بسلطة البرهان، وهو ما قد يزيد من حالة الانفلات.
وأوضحت المصادر أنّ جزءاً من ملامح هذا المخطط ظهر في تصريحات العطا الأخيرة المتعلقة بـ “إلغاء الوثيقة الدستورية القديمة واستبدالها بوثيقة جديدة واختيار رئيس وزراء مستقل”، مشيرة إلى أنّ العطا كان واجهة لذلك تنفيذاً لأوامر “الكيزان” (جماعة الإخوان).




