الإخوان ومشاريع الفوضى… أذرع التنظيم تنشط في ساحات النزاع العربي
تشهد اليمن والسودان موجات متصاعدة من الفوضى السياسية والأمنية، تكشف استمرار تأثير جماعة الإخوان في المشهد الداخلي رغم الضغوط المحلية والدولية. في كلا البلدين، تلعب الجماعة دورًا مركزيًا في تحريك النزاعات واستغلال الفراغات الأمنية والسياسية لإعادة تموضعها.
وتظهر هذه التطورات كيف أن الإخوان، رغم خسائرهم المتكررة، لا يزالون قادرين على النفوذ والتحكم في مسارات الصراع المحلي.
في السودان، برزت الأزمة بشكل واضح في مناطق دارفور والخرطوم، حيث استمرت الاشتباكات بين الفصائل المختلفة مع محاولات من الإخوان وبعض القيادات السابقة للهيمنة على القرار السياسي.
ورغم مرور عقود على تدخل الجماعة في مؤسسات الدولة، لا يزال تأثيرها حاضرًا عبر شبكة واسعة من الفاعلين المحليين الذين يسعون للسيطرة على المشهد الإعلامي والسياسي، ما يعمق حالة التوتر والفوضى.
ويشير مراقبون إلى أن الفوضى الأخيرة كانت نتيجة تراكم الانقسامات الداخلية والصراعات بين القوى العسكرية والمدنية، التي حاولت جماعة الإخوان توظيفها لتحقيق مكاسب استراتيجية، بما يعكس قدرتها على التأثير حتى في أوقات ضعفها.
أما في اليمن، فقد استغلت الجماعة الفراغ الأمني والانقسامات بين القوى المحلية لتعزيز نفوذها في مناطق عدة، خاصة في المحافظات الاستراتيجية.
وقد استخدم الإخوان أدوات مدنية وسياسية متنوعة، إضافة إلى تحالفات محلية ودعم شبكات قيادية متماسكة، ما ساعدها على الحفاظ على مواقعها الحيوية على الأرض.
وكانت تقارير محلية قد رصدت استمرار جهود الجماعة لبسط سيطرتها على المراكز الإدارية، وتحريك الرأي العام المحلي لمصلحتها، وهو ما يظهر القدرة التنظيمية الكبيرة التي تمتلكها رغم الضغوط الخارجية والمحلية.
هذا وتشير الأحداث الأخيرة في كلا البلدين إلى أن جماعة الإخوان لم تتراجع رغم الفشل في بعض العمليات أو فقدان النفوذ المباشر. القوة التنظيمية للشبكات المحلية، واستغلال الفراغات الأمنية والسياسية، جعلت الجماعة فاعلة في إدارة الأزمات والتحكم في بعض مجريات الأحداث.
وفي كل مرة، تعيد الإخوان ترتيب أوراقها لتبقى مؤثرة في المشهد، مستفيدة من ضعف الدولة، والانقسامات الداخلية، وتناقض المصالح بين الفصائل المختلفة.
ويرى مراقبون أن التطورات في اليمن والسودان تؤكد أن جماعة الإخوان لم تعد مجرد قوة سياسية عابرة، بل تمثل اليوم شبكة متكاملة من النفوذ المحلي والإقليمي، قادرة على البقاء وإعادة التموضع بسرعة، وهو ما يجعل مراقبة تحركاتها أمرًا بالغ الأهمية للسلطات المحلية والدولية على حد سواء.




