الإخوان وسوق النزاعات.. تقرير دولي يوضح آليات التمويل والحرب في السودان
اتهم الخبير في العلاقات الدولية الدكتور التوم حاج الصافي جماعة الإخوان بـ “خطف أصوات السلام” في السودان، مؤكداً أنّهم يديرون حرباً من الظل، ويغذون الصراع “بخطابات ومبررات وشبكات تعمل في الخفاء” بهدف استعادة نفوذهم السياسي “مهما كلف الثمن من دم وخراب”.
وقال الصافي في مقالة نشرها عبر موقع (الراكوبة): إنّ الأزمة ليست مجرد معارك على الأرض، بل هي “حرب تُدار بأيدٍ إيديولوجية” تستثمر في “آلة الكراهية”، وتجعل من الدم سلعة ومن الخراب طريقاً للسلطة، واصفاً إيّاهم بـ “تجار الحرب” الذين لا يسعون لسلام بل لربح دائم.
وأكد الصافي أنّ “تحويل البندقية إلى مطية لأجندة الإخوان” هو ما يطيل عمر المأساة السودانية، مشيراً إلى أنّ معاناة السودانيين اليوم هي نتيجة “قرار خاطئ اتُّخذ بعيداً عنهم”، و”يُروّج له من خلف الستار” لاستعادة امتيازات سابقة.
وحذّر الخبير في العلاقات الدولية من أنّ الاعتماد على الحسم العسكري هو “اختصار مخادع للواقع”، موضحاً أنّ الجيش السوداني “تاريخياً لم يحسم معركة بالبندقية وحدها”، وأنّ معظم الصراعات في البلاد “تُقفل عبر تسويات سياسية”.
وأشار الصافي إلى وجود مستفيدين آخرين من المأساة، قائلاً: “أعظم الخسائر ليست في الخراب وحده، بل في من يُتاجر بمعاناة الناس: تجار السلاح، وشبكات الفساد، وأبواق إعلامية تُسوِّق الأكاذيب”.
ودعا الصافي في ختام حديثه الضمائر الحيّة في الداخل والخارج إلى “إيقاف مُلكية الحرب من قبل من لا يهمهم إلا السلطة والربح”، مطالباً بفتح ممرات إنسانية ومحاسبة من جعلوا من معاناة الناس تجارة.
وشدد على أنّ “تحرير البندقية من مطية الأجندات” هو “فعل وطني” لاستعادة كرامة الشعب السوداني قبل فوات الأوان، داعياً إلى “حوار سوداني” بدلاً من “حرب تُدار بالوكالة”.




