الإخوان والمصالح المظلمة.. 5 أسباب تقف خلف استمرار الحرب في السودان

مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث، تتكشف الأسباب العميقة التي تدفع تنظيم الإخوان إلى مقاومة كل الحلول السلمية وإصراره على استمرار الصراع الذي اندلع في نيسان (أبريل) 2023.
ويرى محللون نقلت عنهم شبكة (سكاي نيوز) أنّ موقف التنظيم لا ينبع من فراغ، بل يستند إلى خمسة دوافع استراتيجية تضمن بقاءه ونفوذه على أنقاض الدولة.
أوّلاً، يسعى التنظيم إلى استعادة السلطة التي فقدها، حيث توفر له الفوضى الناجمة عن الحرب بيئة مثالية لإضعاف القوى المدنية وتشتيت أيّ تحالف وطني يمكن أن يقف في وجه مشروعه. وكما يصف الوزير السابق مهدي الخليفة، فإنّ ما يحدث هو “امتداد لمشروع إخواني قديم” يهدف إلى إعادة إنتاج الظروف التي تضمن للتنظيم الهيمنة على المشهد السياسي.
ثانيًا، يُعدّ الحفاظ على السند العسكري ركيزة أساسية. ويدرك التنظيم أنّ أيّ تسوية سياسية ستؤدي حتمًا إلى إعادة هيكلة الجيش وتحريره من قبضته الإيديولوجية التي رسخها منذ عام 1989. هذا النفوذ الواسع داخل المؤسسة العسكرية هو أداته التاريخية لتنفيذ الانقلابات والوصول إلى الحكم بالقوة، وبالتالي فإنّ قيام جيش مهني ومستقل يمثل تهديدًا وجوديًا له.
ثالثًا، يأتي البُعد الاقتصادي كدافع محوري، فالحرب تفتح شهية التنظيم للسيطرة على موارد البلاد المالية. في ظل انهيار سلطة الدولة يزدهر اقتصاد الظل الذي يتقنه الإخوان، من تهريب الذهب والأسلحة إلى فرض إتاوات غير قانونية، ممّا يمكنهم من بناء شبكة مالية قوية لتمويل عملياتهم وترسيخ نفوذهم. لقد تمكنوا بالفعل من استعادة جزء من قوتهم الاقتصادية التي جُمدت خلال فترة الحكم المدني القصيرة، مستغلين عقود الدولة والصادرات لخدمة شركاتهم وعناصرهم.
رابعًا، يرتبط بقاء التنظيم بمنهجيته العنيفة، ففكره قائم على منطق الصراع واستدعاء الحرب كأداة لتحقيق أهدافه، وهو ما يتسق تمامًا مع المشهد الحالي. أمّا الدافع الخامس والأخير، فهو الخوف من المحاسبة، فإنّ عودة الحكم المدني واستقرار الدولة يعنيان بالضرورة استئناف الملاحقات القضائية ضد قادة التنظيم بتهم تتعلق بجرائم كبرى ارتكبوها سابقًا، وهو ما يجعل من استمرار الحرب جحيمًا يلوذون به هربًا من عدالة وشيكة.
ويدفع السودان ثمنًا باهظًا لهذه الاستراتيجية، فقد قُتل نحو (150) ألف شخص، وشُرد أكثر من (14) مليونًا، وانكمش الاقتصاد إلى النصف، وتقدّر فاتورة إعادة الإعمار بتريليون دولار، وكل ذلك من أجل مصالح تنظيم يرى في خراب الوطن فرصة لبقائه.
