أحداث

الإخوان والحرب السودانية.. دور خفي في تغذية الفوضى والانتهاكات


تمر السودان بواحدة من أعقد أزماتها منذ عامين، حيث يظل الصراع المسلح مستمراً. وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية، التي تسببت في كارثة إنسانية كبيرة على مستوى العالم. 

وفي قلب هذه الأزمة، تلعب جماعة الإخوان دورًا مشبوهًا في تأجيج الصراع. وإفشال جهود التسوية السلمية، سعياً لاستعادة نفوذها السياسي الذي فقدته عقب الإطاحة بها عام 2019.

ورغم حجم الدمار الذي خلفته الحرب، لا تزال الجماعة تُحاك في الظل مؤامرات لتعميق الأزمة وعرقلة عملية السلام. ويتجلى ذلك من خلال دعمها المعلن لاستمرار الحرب عبر أذرعها السياسية والإعلامية، خاصة من خلال تنظيم “المؤتمر الوطني” الموالي لها. الذي يرفض جهود التفاوض الدولية والإقليمية، وذلك بحسب مقال نشرته صحيفة “الاتحاد”.

وتشهد العلاقة بين الجماعة وبعض قيادات الجيش السوداني تعقيدات. حيث تتقاسم الطرفان مصالح مشتركة؛ أبرزها رغبة الإخوان في العودة إلى السلطة تحت حماية الجيش، في حين يسعى بعض العسكريين لتجنب المحاسبة عن جرائمهم. مثل فض اعتصام القيادة العامة في حزيران / يونيو 2019، الذي راح ضحيته عشرات المدنيين.

عسكريًا، تتهم تقارير جماعة الإخوان بتشكيل ودعم ميليشيات مسلحة مثل “كتائب الظل” و”كتيبة البراء بن مالك”، إضافة إلى تشكيل قوات “درع الشمال” و”درع الوطن” بزعم مساندة الجيش، وفقا لمقال “الاتحاد”.

هذه الميليشيات ارتكبت انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، ما أثار إدانات حقوقية دولية. ففي شباط / فبراير الماضي، أكدت هيومن رايتس ووتش ارتكاب جرائم حرب .وجرائم ضد الإنسانية من قبل بعض هذه القوات خلال هجوم على ولاية الجزيرة.

من جهة أخرى، استفادت الجماعة من تراجع الرقابة المدنية وتراجع الدور الدولي. لتعزيز سيطرتها على ما تبقى من مؤسسات الدولة السودانية. ما أفسح المجال لانقسامات اجتماعية وسياسية عميقة.

ويرى محللون أن استمرار النزاع في السودان ليس فقط صراعًا عسكريًا على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع. بل صراعًا أعمق تُديره جماعة الإخوان من خلف الكواليس، ما يزيد الأزمة تعقيدًا.

كما يجمع خبراء وأطراف فاعلة في السودان والمنطقة على أن عودة السودان إلى السلام والتنمية لا يمكن أن تتحقق إلا بتفكيك النظام الشمولي الذي أسسته جماعة الإخوان. وفصل الجيش عن تأثيراتها، لتمهيد الطريق أمام استقرار حقيقي ينهي حقبة الانقسامات والصراعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى