الإخوان وإيران يتقاسمون السودان
تبدأ الشرور كلها بجماعة الإخوان (الكيزان)، وتنتهي إليها. فهؤلاء (القوم) الذين فرضوا سيطرتهم التامة على قيادة الجيش، ودفعوا بالثلاثي (المرِح) إلى الحرب لكي يعتقلوهم داخل القيادة العامة وسلاح المهندسين ويفرضوا هيمنتهم عليهم.
منذ هروبه من مخبئه بالقيادة العامة، بعد 4 أشهر و10 أيام ظلّ الرجل (الشبح) يضرب فجاج الأرض بحثاً عن حلفاء محتملين ممن يشير بهم إليه (مخدميه الكيزان). لكن باءت مساعيه بالفشل الذريع وأُحبطت (أعماله). فبعد كل زيارة خارجية يقوم به، يعود إلى البلاد ملوماً حسيراً وكسيرا.
فكر الكيزان وقدّروا، نظروا إلى مصر بحسب تقديراتهم لا تريد ديمقراطية بالجوار. لذا يمكن استغلالها بالترويج لحكم العسكر الذي تعشقه و(تموت فيه). لكنها تخشى أيضاً من غدر الإخوان، ولا تنسى كيف خدعوها فأيدت انقلابهم عام 1989، ثم غدورا بها وحاول اغتيال رئيسها في أديس أبابا، وظلوا يضحكوم عليها ويهزؤون بها، ويرددون في مجالسهم إن الحكومات المصرية هي الأكثر قابلية للخداع. انتبهت مصر، وتريثت قليلاً، فأوعزوا لبرهانهم بتركيا، فعاد مخالي الوفاض، لكنهم روجوا بأنه حصل على مسيرات (بيرقدار) وأن نهاية الدعم السريع اقتربت. وما زلنا ننتظر أن تكرّم (حكمدار) تركيا بإرسال (البيرقدار) إلى الرجال المحاصرين. ولمّا فشلت الجماعة الدموية المجرمة، في تسويق البرهان كقائد محايد للجيش. فأنغلقت الأبواب أمامه، ولم يجد ترحيباً خارجياً يعيد إليه جزء من شرعيته التي فقدها عقب انقلاب أكتوبر 2021، ففكرت الجماعة مستقبلة ما استدبر من أمرها، وهتفت لإيران.
لكن هذا لن يحدث، يا هؤلاء. علاقة الإسلامويين (الإخوان) بإيران قديمة وراسخة. وقد كان هناك تيار شيعي قوي داخل تنظيم الجبهة الإسلامية القومية الذي دبر انقلاب 1989. لكن القاسم المشترك الأعظم فيي هذه العلاقة كان كلمة واحدة وفعل واحد (الإرهاب). وإلى الحلقة القادمة من المقال – حيث سنشرح كيف تم ايقاع البرهان في (شرك أم زريدو) الخاص بالإرهاب.
إلى الغد،،
الآن وقع البرهان في شر (إرهابه)، يريد بدفعٍ وايعاز كيزاني أن يحصل على أسلحة من إيران وإن كانت المفاوضات بينهما جارية، إلاّ أنّ الأرجح أن تتراجع وتتقهقر بعد أحداث (غزة). وللأخيرة قصص وروايات تخص مقالنا وتخص الكيزان. فإليها: يلجأ الكيزان إلى طهران كلما استبدت بهم الأحوال وخسروا علاقاتهم الخارجية مع الدول كلها، وهم بارعون في ذلك بطبيعتهم تكوينهم النفسي والأيدولوجي.
استعادة العلاقات بطهران، يعتقد على نطاق واسع في الغرب والولايات المتحدة. أنّ ما يدور في غزة الآن، هو صنع أيدي ملالي قُم. وأن بصمتهم واضحة فيه، وبالتالي فإن أي علاقة بإيران في هذا الوقت ستكون خاسرة لا شك. خصوصاً وأن تاريخ العلاقات السودانية الإيرانية مرتبط جذرياً بتهريب السلاح. الذي يتم تجميعه وتصنيعه بمصنع اليرموك (الإيراني) التابع لهيئة التصنيع الحربي- أحد أذرع الإسلاميين داخل الجيش- والذي سيطرت عليه قوات الدعم السريع الآن.
ظلت الحكومة الكيزانية تعمل على تهريب الإسلحة إلى حركة حماس الفلسطينة (إخوان) عبر مهربين سودانيين وأجانب. فلم يكن أمام إسرائيل سوى ضربهم بصورايخ محمولة على طائرات، فمنذ عام 2009، شنت إسرائيل عدة هجمات على مدينة بورتسودان الساحلية حيث نقطة انطلاق عمليات التهريب. وتمكنت في أبريل عام 2011. من قتل المُهرّب الرئيسي؛ “عيسى هداب” الذي نجا من غارة 2009 استهدفت قافلة لتهريب الأسلحة وراح ضحيتها 119 شخصاً، جُلهم سودانيين.