أحداث

اشتداد المعارك بين الجيش والدعم السريع


شهدت الخرطوم صباح السبت قصفا واشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة مع استمرار النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أوقع العشرات من القتلى والجرحى من بينهم أطفال في وقت تدفع أعمال العنف في إقليم دارفور مئات من سكانه لعبور الحدود نحو تشاد. فيما تحدثت قوات الدعم عن تحقيق انجازات ميدانية من خلال التصدي للقوة الجوية للجيش.

ومنذ 15 أبريل، تشهد الخرطوم ومناطق سودانية عدة معارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. فشلت معها كل مساعي الحلّ والغالبية العظمى من اتفاقات وقف إطلاق النار.

وزاد النزاع من حدة الأزمات التي يعانيها السودان، إحدى أكثر دول العالم فقرا حتى قبل المعارك، وأثّر على مجمل مناحي الحياة لسكانه الذين يقدّر عددهم بأكثر من 45 مليون نسمة.
والسبت، أفاد شهود و”لجان المقاومة” في جنوب الخرطوم عن تعرّض منطقة اليرموك الى “قصف جوي سقط على إثره عدد من الضحايا المدنيين”.

وقالت السلطات الصحية السودانية إن 17 شخصا بينهم خمسة أطفال لقوا حتفهم في الضربة الجوية.
وكتبت إدارة الصحة في العاصمة في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك. “تعرضت منطقة اليرموك بمنطقة مايو جنوب الحزام لقصف جوي سقط على أثره عدد من الضحايا المدنيين”.
وأضافت “التقديرات الأولية لمجزرة اليرموك تشير الي سقوط 17 قتيلا من بينهم 5 أطفال ونساء ومسنين، كذلك تم تدمير 25 منزلا”.

وأكد شهود وقوع “اشتباكات بكل أنواع الأسلحة” في جنوب العاصمة. و”قصف صاروخي وبالمدفعية الثقيلة” مصدره ضاحية أم درمان بشمال الخرطوم.
وتأتي أعمال العنف هذه غداة تأكيد شهود تعرض وسط أم درمان لقصف جوي من سلاح الطيران التابع للجيش، طال خصوصا حي بيت المال.
وتحدثت “لجان المقاومة” المحلية الجمعة عن وقوع “ثلاث وفيات”. وأضرار في “عدة منازل بالحي” جراء القصف.

من جهتها، اتهمت قوات الدعم الجيش باستخدام الطيران لقصف “عدد من الأحياء المأهولة بالسكان” منها حي بيت المال “الذي استشهد فيه أكثر من 20 مدنياً بعضهم داخل مسجد”.
كما تحدثت هذه القوات عن إسقاط طائرة حربية من طراز (ميغ) تابعة لما وصفتها بـ”مليشيا الانقلابيين وفلول النظام البائد” في إشارة إلى الجيش.

 

وأوضحت على صفحتها بموقع فايسبوك اليوم “هاجم طيران الانقلابيين صباح اليوم عددا من الأحياء السكنية في جنوب الخرطوم (مايو، اليرموك، مانديلا). مما تسبب في مقتل وإصابة العشرات وسط المدنيين”.
ومنذ أكثر من شهرين، تتواصل أعمال العنف بشكل شبه يومي في الخرطوم التي كان عدد سكانها يتجاوز خمسة ملايين نسمة. الا أن مئات الآلاف غادروها منذ بدء النزاع، في ظل نقص المواد الغذائية وتراجع الخدمات الأساسية خصوصا الكهرباء والعناية الصحية.

وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
كذلك، تسببت المعارك بنزوح أكثر من 2.2 مليون شخص. لجأ أكثر من 528 ألفا منهم الى دول الجوار، وفق أحدث بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدودية مع إقليم دارفور حيث تتخوف الأمم المتحدة من وقوع انتهاكات قد ترقى الى “جرائم ضد الإنسانية”. خصوصا في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.

وأشارت منظمة “أطباء بلا حدود” الى أن زهاء ستة آلاف شخص فرّوا من الجنينة خلال الأيام القليلة الماضية فقط، مع “تصاعد أعمال العنف” في دارفور.
وأوضحت في بيان السبت أن “ما لا يقل عن 622 جريحا”. أدخلوا مستشفى مدينة أدري التشادية الحدودية مع السودان “على مدى الأيام الثلاثة الماضية”.
وأشارت الى أن 430 من هؤلاء يحتاجون الى “عناية جراحية”. وأن غالبية الإصابات كانت “جراء إطلاق النار”.
وتثير الأوضاع في دارفور قلقا متزايدا. اذ حذّرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من أن ما يشهده الإقليم قد يرقى الى “جرائم ضد الإنسانية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى