استنكار إماراتي واسع للجرائم المروعة بحق المدنيين في السودان
أعربت الإمارات “عن إدانتها الشديدة واستنكارها العميق للانتهاكات الإنسانية والجرائم المروعة” التي ارتكبت بحق المدنيين في السودان بما فيها مدينة الفاشر غربي البلاد وذلك وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” حيث تطالب ابوظبي بضرورة دعم الحلول السلمية لإنهاء الازمة السودانية بعيدا عن القتل والعنف وبهدف الحفاظ على حقوق ومصالح الشعب السوداني.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سيطرت “قوات الدعم السريع” على الفاشر، فيما تحدثت تقارير دولية عن انتهاكات واسعة هنالك.
ووفق البيان، أعلنت الإمارات “دعمها الكامل للجهود الإقليمية والدولية الرامية لفرض هدنة إنسانية فورية ووقف شامل لإطلاق النار بالسودان، بما يتيح وصول المساعدات للمتضررين ويضع حدا لمعاناة المدنيين المستمرة منذ اندلاع الحرب الأهلية”.
#الإمارات تدعم جهود فرض هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار الفوري في #السودان بما يتيح وصول المساعدات، وتستنكر وتدين بشدة الانتهاكات الإنسانية والجرائم المروعة المرتكبة بحق المدنيين في مختلف أنحاء السودان بما فيها مدينة #الفاشر #وام https://t.co/lGzkD6TGnR pic.twitter.com/1KkM8KyC7x
— وكالة أنباء الإمارات (@wamnews) November 5, 2025
وأشارت إلى أنها تعرب عن “إدانتها الشديدة واستنكارها العميق للانتهاكات الإنسانية والجرائم المروعة التي ارتكبت بحق المدنيين في مختلف أنحاء السودان المتضررة من الحرب الأهلية، بما فيها مدينة الفاشر”.
ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش و”قوات الدعم السريع” بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في مجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفي مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.
وقالت الإمارات، بحسب بيان الخارجية، إن “استهداف المدنيين والأحياء السكنية والمرافق الحيوية في كافة المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية مسلحة يشكل تصعيدا خطيرا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني ولجميع القيم والمبادئ الإنسانية”.
وتابعت الخارجية الإماراتية أن “ما شهدته البلاد (السودان) من اعتداءات مروعة يمثل جريمة بحق الإنسانية تتطلب موقفا دوليا موحدا وحازما” مشيرة إلى “ضرورة اضطلاع الأطراف المتحاربة بمسؤولياتها الكاملة في حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن ودون عوائق”.
وأضافت أن “استغلال المعاناة الإنسانية أو المساعدات لأغراض سياسية أو عسكرية أمر مرفوض ومدان”.
واعتبرت أن “البيان المشترك للرباعية حول السودان يشكل خطوة تاريخية في مسار الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، إذ يقدم تشخيصاً دقيقاً لطبيعتها ويرسم خريطة طريق واضحة لمعالجتها، من خلال هدنة إنسانية تعقبها عملية انتقال مدني للسلطة”.
ولفتت الخارجية الإماراتية إلى أنه “لا حل عسكريا للأزمة السودانية، وأن التوافق الإقليمي والدولي الذي عكسه البيان يمثل دعما مهما لمسار السلام ووحدة السودان”.
وتشكلت الرباعية الدولية بقيادة الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2025، بهدف الوصول إلى تسوية سياسية في السودان، وتضم أيضا السعودية والإمارات ومصر.
وآنذاك، دعت الرباعية الدولية إلى هدنة إنسانية أولية لـ3 أشهر في السودان، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى جميع المناطق تمهيدا لوقف دائم لإطلاق النار. يلي ذلك إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة تُستكمل خلال 9 أشهر، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مدنية مستقلة تحظى بقاعدة واسعة من الشرعية والمساءلة.
وبحسب بيان الخارجية، “جدّدت الإمارات تأكيد موقفها الثابت والداعي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، واعتماد الحل السياسي والحوار الوطني الشامل طريقا وحيدا لإنهاء الحرب الأهلية، وصون وحدة السودان واستقراره، ودعم الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب السوداني الشقيق”.
من جانبه قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، إدانة بلاده لجميع الفظائع والانتهاكات التي ارتُكبت في مدينة الفاشر وفي مختلف مناطق السودان من جميع الأطراف المتحاربة. وشدد على أن الموقف الإماراتي ثابت ويدعو إلى وقف الحرب والانتقال نحو حكومة مدنية، نافياً “الحملات الإعلامية والأخبار الزائفة” التي تحاول تشويه هذا الموقف.
وأوضح خلال مشاركته في الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2025 أن بلاده تُعد من أكبر الدول المانحة للسودان، لكنها تواجه صعوبات في إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، داعياً إلى بذل جهود دولية عاجلة لتحسين الأوضاع الإنسانية. كما دعا إلى فتح تحقيق شامل في الانتهاكات التي شهدها السودان، بما في ذلك المزاعم المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، لضمان تحقيق العدالة ومحاسبة جميع المسؤولين عنها.
وأشار إلى أن الإمارات تنظر إلى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كطرفين رئيسيين في النزاع، إلى جانب عشرات الميليشيات الأخرى، ما يجعل المشهد في السودان معقداً للغاية. وأعرب عن قلق بلاده على وحدة السودان واستقراره، مذكّراً بالوثيقة التي أصدرتها “المجموعة الرباعية” (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات) في سبتمبر/يلول الماضي، والتي تشكل إطاراً للحل عبر وقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية انتقالية خلال تسعة أشهر تؤدي إلى حكم مدني.
وفي ختام تصريحاته، تساءل قرقاش عن الأسباب التي قد تدفع أي طرف إلى رفض وقف إطلاق النار أو الانتقال إلى الحكم المدني في ظل معاناة الشعب السوداني، مؤكداً أن الإمارات تسعى بصدق إلى دعم الحوار والسلام، ووقف الحرب، وحماية ما ورد في بيان المجموعة الرباعية بوصفه الطريق الأمثل لإنهاء الأزمة السودانية.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر “قوات الدعم السريع” حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور، لا تزال في قبضة الجيش الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة البلاد، غير أن معظم السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.




