شهدت ولاية شمال دارفور تصاعدًا مقلقًا في معدلات الإصابة بالأمراض الوبائية خلال الأسبوع الماضي، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة بالولاية في بيان رسمي صدر عقب اجتماع للجنة الفنية لطوارئ الخريف، ترأسته مديرة الوزارة خديجة موسى أحمد. وأظهرت التقارير الأسبوعية الصادرة عن إدارة الطوارئ الصحية تسجيل 801 حالة إصابة جديدة بالكوليرا، بينها 17 حالة وفاة، ما رفع العدد التراكمي للإصابات منذ بدء تفشي المرض إلى 1,507 حالة، من ضمنها 19 وفاة، في مؤشر واضح على اتساع نطاق انتشار المرض داخل المجتمعات المحلية.
تركزت غالبية الإصابات في مخيمات النازحين الواقعة بمناطق دبة نايرة، دالي، وطويلة العمدة بمحلية طويلة، وهي مناطق تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية، فيما تم تسجيل خمس حالات إضافية بمنطقة تكيلات التابعة لمحلية أم كدادة، ما يعكس امتداد الأزمة إلى مناطق جديدة. وفي السياق ذاته، رصدت اللجنة 31 حالة إصابة جديدة بالحصبة خلال الأسبوع الجاري، توزعت بين محليتي طويلة وأمبرو، ليصل العدد التراكمي للحالات إلى 1,220 إصابة، دون تسجيل أي وفيات حتى الآن.
كما سجلت الإصابات الجماعية للحصبة خلال الأسبوع الماضي 68 حالة، بينها 9 وفيات، لترتفع الحصيلة الإجمالية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 إلى 12,654 حالة إصابة، من ضمنها 2,179 وفاة، وهو ما يعكس حجم التحديات الصحية التي تواجهها الولاية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
ناقش الاجتماع تقييم مستوى تنفيذ أنشطة الإدارات والأقسام المختلفة في مواجهة تحديات فصل الخريف، بما في ذلك جهود مكافحة البعوض، وضمان سلامة وجودة مياه الشرب، إلى جانب أنشطة التوعية والتثقيف الصحي وسط المجتمعات المحلية، التي باتت أكثر عرضة لتفشي الأمراض بسبب تدهور الأوضاع البيئية والصحية. وأكدت مديرة وزارة الصحة، خديجة موسى أحمد، أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين الوزارة وكافة الشركاء والمجتمعات المحلية، بهدف تكثيف الإجراءات الوقائية والحد من انتشار الأمراض خلال موسم الخريف، الذي يشهد عادة ارتفاعًا في معدلات الإصابة بالأوبئة نتيجة لتغيرات الطقس وتراكم المياه الراكدة.
