أحداث

اتهامات للجيش السوداني بسرقة المساعدات.. “التجويع” كأداة للصراع


كرر المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، أكثر من مرة. الاتهامات للسلطات السودانية الخاضعة لأمر الجيش بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها بعد وصولها بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة.

ورغم أن المبعوث الأمريكي كرر الاتهامات للحكومة الخاضعة للجيش السوداني، ثلاث مرات خلال أقل من شهر، فإن سلطات بورتسودان، لم ترد أو تعلق على هذه الاتهامات. ما يفتح الباب أمام احتمال سرقة المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى مدنية بورتسودان، عوضًا عن تسهيل وصولها إلى مستحقيها.

وجدد المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، الاتهامات لمفوضية العون الإنساني، بعرقلة وصول المساعدات. وقال إنها احتجزت 520 شاحنة مساعدات إنسانية في بورتسودان، ومنعت مغادرتها إلى وجهاتها المختلفة بالبلاد.

وقال بيرييلو في تدوينة على منصة “إكس” إن العاملين في المجال الإنساني في السودان. يشعرون بقلق عميق إزاء استمرار مفوضية العون الإنساني التابعة للقوات المسلحة السودانية في منع تسليم الإغاثة الطارئة إلى جميع أنحاء السودان.

وأضاف أنه “في الفترة ما بين أغسطس وأكتوبر، منعت مفوضية العون الإنساني 520 شاحنة من أصل 550 شاحنة إغاثة إنسانية من مغادرة بورتسودان. لتوصيل الإمدادات المنقذة للحياة إلى ولايات في جميع أنحاء السودان”.

وأوضح أنه نتيجة لذلك، لم يتلق 6.4 مليون شخص الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى الطارئة في وسط وجنوب السودان.

وحثّ المبعوث الأمريكي مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، على توجيه مفوضية العون الإنساني لإخراج المساعدات من بورتسودان ووصولها إلى الناس في جميع أنحاء السودان.

وقبل أسبوع قال بيرييلو إن مفوضية المساعدات الإنسانية السودانية لم تسمح إلا بوصول 10% فقط من الإمدادات الإنسانية الموجودة في بورتسودان، إلى الناس الذين هم في أمسّ الحاجة إلى الغذاء والدواء.

وأشار إلى أن هنالك 6.5 مليون إنسان في السودان يحتاجون إلى الغذاء بشكل عاجل للبقاء على قيد الحياة، كما يحتاج 25 مليون إنسان إلى مساعدات إنسانية طارئة.

انتهاكات جسيمة

وعلق المستشار بقوات الدعم السريع، الباشا طبيق، على الاتهامات المتكررة من المبعوث الأمريكي. توم بيرييلو، لسلطات بورتسودان بعرقلة المساعدات الإنسانية.

وقال طبيق على منصة “إكس” إن “منع مفوضية العون الإنساني التابعة لحكومة الأمر الواقع ببورتسودان لأكثر من 520 شاحنة محملة. بالإغاثة من التوجه إلى المحتاجين في كثير من ولايات السودان وخاصة كردفان ودارفور. يعتبر أحد الانتهاكات الجسيمة من خلال استخدام الغذاء كعقاب جماعي لكل من يرفض الحرب ويطالب بوقف إطلاق النار”.

وأضاف أن “عرقلة المساعدات تتسبب في زيادة معاناة المواطنين وموت مئات الأطفال والنساء وكبار السن، وعلى المجتمع الدولي معرفة من يمنع .ويعرقل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين ويرفض تنفيذ إعلان جدة الإنساني الموقع في 11/5/2023”.

وكانت تقارير صحفية بالسودان كشف في وقت سابق، عن تورط السلطات التابعة للجيش السوداني في بيع المساعدات الإنسانية وتهريبها إلى دول الجوار، في الوقت .الذي تهدد فيه المجاعة ملايين النازحين بسبب الحرب.

وأكدت التقارير أن تجارًا من دول “جنوب السودان، إثيوبيا، إريتريا، تشاد، وأفريقيا الوسطى” توافدوا على مدينة بورتسودان العاصمة المؤقتة لحكومة الجيش السوداني. وقاموا بشراء المساعدات الإنسانية، من قبل مسؤولين في السلطة تابعين لحركتي “وزير المالية، جبريل إبراهيم، وحاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي”.

وشملت المساعدات التي تم بيعها بحسب صحيفة التغيير الإلكترونية: “حاويات من المحاليل الوريدية، وعقاقير أونسلين ميكس، وأدوية من مختلف الأصناف، ومعقمات”. وغيرها من مواد الإغاثة الطبية، التي دخلت البلاد بغرض توزيعها على مستحقيها من النازحين والمشردين بسبب الحرب. بيد أنها سُربت إلى السوق عبر سماسرة في سلطة الجيش.

إلى ذلك أكد مستشار قائد قوات الدعم السريع، أيوب نهار تورط الجيش السوداني. وحاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في سرقة الإغاثة وبيعها في الأسواق.

وقال إن “هنالك 75 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية. كانت وصلت إلى الولاية الشمالية في طريقها إلى دارفور، بيد أن مناوي تصرف فيها تحت دعاوى محاصرة ولايات دارفور بواسطة قوات الدعم السريع“.

وأشار إلى أن منظمة برنامج الغذاء العالمي أخضعت 2 من كبار موظفيها بالسودان، إلى تحقيقات حول التصرف في مساعدات إنسانية وعرقلة إيصالها لمستحقيها وذلك بالتنسيق مع الجيش السوداني. بجانب تبديل جزء من المساعدات بمواد تالفة وحجب معلومات عن المجتمع الدولي والمانحين.

وأكد نهار أن الذي يسرق المساعدات الإنسانية ويمنع وصولها إلى مستحقيها هو الجيش السوداني، مشيرًا إلى وجود شواهد عديدة على ذلك .بينها تصريحات المبعوث الأمريكي المتكررة بشأن عرقلة المساعدات.

وأكد أن “كل ذلك شواهد تدل على أن الذي يسرق الإغاثة هو الجيش السوداني. ويتصرف في المساعدات ويحول بعضها إلى المجهود الحربي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى