اتهامات صريحة لعصام البشير.. كاتب يكشف تناقضات قيادي إخواني بارز

في هجوم لاذع، انتقد الكاتب السوداني د. مرتضى الغالي بشدة التصريحات الأخيرة لنائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (التابع للإخوان المسلمين)، وزير الأوقاف السوداني السابق الدكتور عصام أحمد البشير، واصفًا إيّاها بأنّها “زفة كدّابة” للجيش، تهلل للانتصارات بينما يتجرع الشعب السوداني ويلات الحرب.
وقال الغالي في مقالة نشرها عبر صفحات صحيفة (التغيير): “خرج علينا د. عصام أحمد البشير في (ثياب الواعظين) في تسجيل “مخدوم” وهو يعلن انضمامه إلى (الزفة الكدّابة) التي تتحدث عن الانتصارات والناس يموتون بالمئات… وهم وأبناؤهم مشردون نازحون لاجئون؛ والبلاد تزداد تدميرًا على تدمير، والأطفال والتلاميذ والصبيان والصبايا خارج دور التعليم، وأهل السلطة المُغتصَبة لاهون بتوزيع المناصب، دون تقديم أيّ خدمات للمواطنين.
ويرى الغالي أنّ تسجيل الشيخ عصام البشير هذا هو “من (مطلوبات أولياء النعمة)، فهم يلاحقون كل من تقلّب في بحبوحة مناصبهم وثرواتهم المنهوبة ويطالبونه بـ (ردّ الثمن) مناصرةً وتأييدًا وتهليلًا بكل ما يقترفونه في حق الله وحق الوطن…!”، متسائلًا في سخرية: “أين هذا الانتصار الذي يهلل له الشيخ البشير فنحن لا نراه؟”.
وانتقد الغالي صمت البشير عن ممارسات جماعته وميليشياتهم سابقًا: “لقد سكت الشيخ عصام البشير عن طامة جماعته وميليشياتهم في ميدان الاعتصام والقتل وعن السحل (غير المألوف) الذي جرى فيه؛ وسكت عن الانقلاب على الشرعية؛ وعن الانتهاكات الفظيعة للقانون وحقوق الناس؛ وسكت عن القصف وتهديم البيوت على رؤوس ساكنيها؛ وقبل ذلك سكت عن الإعدامات الجزافية، وعن مذبحة الشباب الدموية في أيلول (سبتمبر) 2013، وعن مذابح كجبار وبورتسودان والمناصير.
ويستغرب الغالي من تناقض مواقف الشيخ عصام البشير، متسائلًا: “فما بال الشيخ العلامة يتنكّر لكل ما كان يصدع به رؤوس العباد عن حرمة دماء الناس وأموالهم وأعراضهم…، وعن الشورى والدولة المدنية وعن العدالة والرأي الآخر؟”.
وأضاف الغالي منتقدًا تجاهل البشير معاناة الشعب: “لم يذكر الشيخ عصام البشير، على طول تسجيله بالأمس الذي يزف فيه للشعب السوداني الانتصارات التي حققها البراؤون (نسبة إلى ميليشيات البراء بن مالك الإخوانية)؛ لم يذكر ولو مرة واحدة (الكوليرا) أو الجوع أو التشرّد أو الموت الأحمر أو حيرة المرضى أو انعدام القوت والدواء والمحاليل ولبن الأطفال أو دمار الوطن أو فراغ المشافي أو (الدفن خارج المقابر).
ولم يفت الغالي الإشارة إلى التناقض الصارخ بين من يزجون الأطفال في الحرب وأبناء القيادات: “لماذا سكت الشيخ عصام البشير عن استنفار الأطفال وأبناء المساكين وهم صفر اليدين والزج بهم في هذه الحرب العبثية الفاجرة التي يهلل لانتصاراتها، وهو يعلم أنّ (أبناء الذوات الكيزانية) يمرحون في حفلات التعارف وعقد القران وختان الأنجال ويرقصون في (الليالي المخملية) خارج البلاد، ويواصلون تعليمهم في جامعات بريطانيا وأمريكا وفرنسا وسويسرا؟
وكانت تُهمٌ كثيرةٌ قد وُجِّهت للبشير سابقًا، والتي تتعلق أغلبها بغسل الأموال وتهريبها من السودان إلى دولة تُعتبر حاضنة لجماعة الإخوان المسلمين.
عصام البشير شغل مناصب بارزة في مؤسسات دينية رسمية خلال عهد عمر البشير، وكان يُنظر إليه كأحد الدعاة الرسميين للخطاب الإسلامي السياسي الذي روّجت له السلطة آنذاك، كما تقلد عصام البشير مناصب حكومية عليا خلال فترة حكم عمر البشير، أبرزها وزير الأوقاف والشؤون الدينية.
