تسريبات

اتهامات جديدة تلاحق الإخوان في السودان.. ما علاقة البرهان؟


قال اللواء المتقاعد من الجيش السوداني كمال إسماعيل: إنّ جماعة الإخوان المسلمين تقف خلف اندلاع القتال، لأنّها الوحيدة التي لديها مصلحة في الحرب، وكل المعلومات تؤكد أنّها أطلقت رصاصة الحرب الأولى، ثم اختبأت خلف الجيش تحت ذريعة دعمه، وهي التي ترفض الآن وقف الحرب والتفاوض.

ونفى إسماعيل، الذي ترأس التحالف الوطني السوداني، وعضو في قيادة “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” (تقدم) الحالية، نفى في حديثه لصحيفة (الشرق الأوسط) إطلاق قيادة الجيش الرصاصة الأولى التي أشعلت الحرب مع قوات الدعم السريع، بقوله: “ثمّة جهة تحرك الجيش وتحرك قيادته، وهي التي أشعلت نيران الحرب، وهي جهة معروفة وكل الشعب يعرفها، هي (الحركة الإسلامية)، وهو الاسم السوداني لتنظيم (الإخوان المسلمين)، لأنّها نشرت بيانات تحريضية ونظمت حملات تعبئة لدفع الطرفين للدخول في الحرب، وكانت تريد الانتقام من الثورة والثوار، والعودة إلى السلطة التي فقدتها بإرادة الشعب عبر فوهة البندقية”.

وأرجع اللواء إسماعيل الأوضاع التعبوية والمادية المتردية للجيش السوداني لحظة بداية الحرب، التي أدت إلى تراجعه اللافت أمام قوات الدعم السريع، إلى تصفية الجيش التي بدأت منذ 1990 استناداً إلى رؤية زعيم الإسلاميين حسن الترابي، بقوله: “وقف الترابي في جزيرة توتي، وأعلن أنّهم ليسوا مع الجيش المرتزق، بل مع الجيش الجهادي، وهي اللحظة التي بدأ بها تكسير عظم الجيش السوداني”.

وأضاف: “في اليوم التالي لتصريحات الترابي تلك، أحالوا أكثر من (500) من خيرة ضباط الجيش إلى التقاعد، وشرعوا في تكوين قوات موازية له، مثل (قوات الدفاع الشعبي) و(كتائب الظل) وغيرهما من ميليشياتهم”. وتابع: “فعلوا ذلك لأنّهم كانوا لا يثقون في الجيش ولا يعدونه جيشهم، لذلك عملوا على تفتيته وإضعافه بصورة غريبة”.

وأوضح إسماعيل أنّ الكفاءة القتالية للجيش تراجعت بعد ذلك كثيراً، لأنّه فقد كثيراً من إمكاناته، ولم يعد يخضع لتدريب جيد، أو يحظى بتجنيد جنود جدد، وظهر هذا بشكل واضح منذ الحظات الأولى لدخوله في الحرب مع قوات الدعم السريع

وقال: إنّ الدولة بعد إنشاء قوات الدعم السريع صارت توجه اهتمامها للتدريب والتجنيد لصالح الدعم السريع، ولم تدرب الجيش على حرب المدن. ووصف الحرب الجارية في البلاد بأنّها “غير مقبولة، لأنّها تحدث في المدن، وتجعل المواطنين دروعاً بشرية، والجيش غير مدرب عليها”. واستطرد قائلاً: “حرب المدن تحتاج لإعداد ومعلومات ومشاة، والجيش لديه نقص وضعف واضح في المشاة، بينما قوات الدعم السريع في الأصل مكوّنة من المشاة”.

ورأى الضابط السابق أنّ “تفوق الجيش انحصر في الأسلحة المساعدة؛ وهي الطيران والمدفعية والمدرعات، وهي لا تستطيع حسم معركة من دون مشاة، ولذلك يرى الناس مشاة قوات الدعم السريع على الأرض، بينما الجيش يحلق في السماء”. 

وقال إسماعيل موجهاً حديثه لمن أطلق عليهم “إخوتنا في القوات المسلحة”: إنّ “هذه حرب ليس فيها منتصر، وإنّ طرفيها مهزومان مهما كانت نتائج الميدان، والمهزوم الأكبر فيها شعب السودان، فهو يعاني قسوة الحرب، لذلك نحن نعمل على إيقافها لإيقاف معاناته”.

اللواء إسماعيل ترأس التحالف الوطني السوداني، وعضو في قيادة “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” (تقدم) الحالية، وخدم في الجيش السوداني قبل إحالته للتقاعد في تسعينات القرن الماضي مع مئات الضباط، بعد استيلاء الإسلاميين بقيادة عمر البشير على السلطة في السودان. 

وشارك إسماعيل في العمليات الحربية التي قادتها المعارضة السودانية المسلحة ضد نظام (الإخوان) في السودان، تحت قيادة الجيش السوداني الشرعية، ثم تحت اسم “التحالف الوطني السوداني”، وألقي القبض عليه وحكم بالإعدام، قبل أن يخفف الحكم للسجن (4) أعوام. 

وبعد الثورة وسقوط نظام الإخوان، تمّت إعادة الاعتبار له وترقيته لرتبة لواء، وكان ضمن فريق الوساطة بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل انطلاق الحرب في نيسان (أبريل) الماضي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى