إيران وتركيا على خط النار.. دعم عسكري غير معلن يُغذي الصراع السوداني

بعد شهور دامية من الحرب في السودان، لم يتوانى فيها الجيش السوداني باستخدام القوة على حساب المدنيين الذين راحوا ضحية قصف همجي وإعدامات ميدانية، تغيرت على إثرهما خريطة السيطرة، تتكشف حقائق حول تفاصيل هذه السيطرات المتتالية، وكيف استفاد الجيش السوداني من المسيرات التي وصلت من تركيا وإيران لخلق سيطرة مؤقتة على مناطق مفصلية في الجغرافيا السودانية، وفق ما جاء في تقرير صحيفة “فايننشال تايمز”.
يقول التقرير، وهو ليس الوحيد الذي أشار وأكد هذه النقطة، إلى أن الجيش السوداني بدأ في استخدام طائرات “بيرقدار TB2” التركية منذ يونيو 2024، وأضاف لها المسيرات الإيرانية من نوع “مهاجر-6” في بداية عام 2025، والتي تتميز بقدرتها على شن هجمات جو-أرض، واستهداف الأهداف الثابتة والمتحركة، بالإضافة إلى قدرتها على إجراء الحرب الإلكترونية والاستطلاع، فضلا عن طائرات “أبابيل 3″، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدروع، الأمر الذي قلب المعادلة لصالحه مؤخرا، سيما وأنه وزعها في سماء العاصمة بكثافة لحسم معارك الخرطوم.
بقيمة 120 مليون دولار، صحيفة “واشنطن بوست”، نشرت هي الأخرى منذ مدة تقريرا فصل صفقة توريد أسلحة من تركيا للسودان، تمت عبر “بايكار” أكبر شركة دفاعية في تركيا، وشملت ثماني طائرات بدون طيار من طراز “TB2 “، وقد أكد التقرير توثيق هذا برسائل نصية ووقائق ومقاطع فيديو يتحفظ على نشرها، كما أن التسليم تم بكامل السرية والسلاسة عبر فريق مختص من الشركة.
إن حسم معركة الخرطوم، تبنته وفق هذه السردية، المسيّرات الحديثة التي وصلت جيش البرهان، أبرزها طائرات TB2 التي تملك القدرة على حمل أكثر من 300 رطل من الذخائر، فضلا عن تقنيات تعتبر من بين الأكثر تطورا في العالم، وهذا ما يفسره تضاعف أرقام الضحايا من المدنيين نتيجة قصف عنيف بواسطة هذه الطائرات، ولعل ما حدث في مجزرة سوق طرة شمال دارفور مثال صريح، حيث قُتل وخلال ساعات فقط 300 مدني في هجوم للجيش بطائرات مسيّرة قبل أسابيع.
