تحقيقات

إيران تضع يدها على الصراع بالسودان


يبدو أن الصراع المسلح المشتعل بالسودان منذ 9 أشهر على أبواب تطورات جديدة قد تطيل من أمده وتزيد معاناة السودانيين خاصة في ظل تقارير تؤكد تزويد إيران للجيش السوداني بطائرات مسيرة لمواجهة قوات الدعم السريع.

وقد كان السودان قد أعلن في التاسع من تشرين الأول أكتوبر الماضي استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران التي قطعت من جانب الخرطوم، في بداية عام 2016، تضامناً مع السعودية التي كانت في صراع مع طهران في ذلك الوقت.

وقد قدمت ايران امتدادات عسكرية للجيش السوداني واتفاق علي تسهيلات لنقل أسلحة لحماس استقبلت وحدات التدريب بقوات الحرس الثوري الإيراني، دفعة ثانية تضم ما يزيد عن 50 من الضباط والفنيين ابتعثهم الجيش السوداني للتدريب العملياتي كقوات خاصة.

الى جانب تقنيين للتدرب على استخدام “مسيرات ” وأنواع أخرى تملكها الجيش السودان ضمن صفقة شراء وطلبيات بقيمة تربو على مليار دولار. ونقلت مصادر مطلعة أن طائرة سودانية تقل نحو خمسين من الضباط والفنيين السودانيين حطت بمطار إحدى الدول قبل ان تتوجه مباشرة الى إيران ونقل القوات السودانية إلى وحدة خاصة بالتدريب العملياتي.

وطبقا للمصادر، تسلم الجيش السوداني، دفعات من الطائرات المسيرة منذ أغسطس الماضي، لكن ضعف التدريب التكنولوجي لم يمكن الجيش السوداني من الاستخدام الجيد لإحداث الفارق القتالي في موازين الحرب التي يخوضها في مواجهة قوات الدعم السريع مما دفع الجيش للاستعانة بمرتزقة من دولتي أوكرانيا وازربيجان.

وبحسب المصدر فان الصفقة تضمنت تسهيلات يقدمها الجيش السوداني للحرس الثوري الإيراني بنقل أسلحة ومعدات عسكرية الى حماس، وكشف المصدر أن الصفقة ابرمت بالفعل بوصول طلائع من الحرس الثوري الإيراني مباشرة الى مطار مروي مع وصول شحنات من الأسلحة التي بدأت عمليات نقلها الى حماس.

يري رامي زهدي الباحث في الشؤون الأفريقية أنه بالعودة الي الدعم الإيراني المحتمل فهو بالتأكيد يمثل تطور نوعي كبير لأحداث المعركة، خاصة ان الطائرات المسيرة بدون طيار، لان هذا النوع الحديث من التسليح مناسب جدا لنوع المعارك فنيا وجغرافيا في السودان، وربما هو ما كان ينقص الجيش السوداني الذي يتميز بالتسليح الثقيل والحركة العسكرية النظامية البطيئة في مواجهة قوات سريعة الانتشار مرنة التمركز حتي إن اسمها ومنذ تأسيسها “قوات الدعم السريع” وهو ما يشير لتكنيك القتال بالنسبة لهذه المجموعات”.

ويؤكد زهدي أنه “طالما تداخلت القوي الاقليمية والدولية بالدعم لطرفي الصراع السوداني سواء كان دعم مباشر او غير مباشر فهذا يشير لإتساع مرجح لدائرة الحرب ميدانيا ودخول اطراف جديدة في الصراع وتعدد جهات التنفيذ والمتابعة والتداخل في الحرب، وهو بالتأكيد يعني مزيدا من طول امد الحرب دون حلول حاسمة في الأفق القريب”.

لا تأثير ملموس

من جانبه يري عثمان عبد الرحيم المتحدث الإعلامي بإسم حركة تمازج أن “أي دولة تدعم الجيش السوداني سياسياً أو تزوده بأي نوع من الأسلحة هي محاور شر تخدم أجندة النظام البائد وهي ضد أي تطور للسودان خاصة و أن السودان كان في فترة من الزمن قد اقترب من الحكم المدني الديمقراطي”.

وقال لوكالتنا ” حتى و إن تم تزويد الجيش السودان بالسلاح من أي دولة تمثل محور شر لن تؤثر على الموقف العملياتي”.

وأشار إلي أن ” الجيش فقد خاصية القيادة .و السيطرة وخرجت الكثير من المناطق الاستراتيجية عن نطاق سيطرته و لم يعد قادر على إحراز أي تقدم لصالحه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى