أحداث

إخوان السودان.. خطة جديدة لتحويل الحرب إلى صراع إثني وعرقي


تهدف جماعة الإخوان المسلمين لتحويل الاقتتال في السودان إلى صراع إثني بين العرب والزرقة، والهجوم المباغت الذي شنّته القوات المشتركة ـ المتمثلة في الحركات المسلحة وبعض الميليشيات القبلية ـ على منطقة (الزرق) بشمال دارفور يوم السبت أكبر دليل على تحويل مسار الحرب.

ووفق موقع (الراكوبة)، فإنّ المنطقة المستهدفة، الزرق، التي تُعدّ بادية للعرب ومسقط رأس الجنرال محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، خالية تماماً من أيّ وجود عسكري أو قواعد استراتيجية، ومع ذلك، تم اجتياحها والبقاء فيها ليلة واحدة فقط، وتم فيها حرق وتدمير المرافق الحيوية، واستهداف المدنيين ـ ومعظمهم من النساء والأطفال ـ وقد قُتل (39) شخصاً بحسب بعض التقديرات وإصابة العشرات. 

هذا التصعيد يشير بوضوح إلى أنّ الهدف من استهداف المنطقة هو نقل الحرب الدائرة، خاصة في دارفور، إلى مستوى أكثر تعقيداً عبر إذكاء الصراعات العرقية.

وأول من أمس أصدرت قوات الدعم السريع بياناً أعلنت فيه تحرير منطقة الزرق وطرد القوات المعتدية، مؤكدة أنّ القوات المشتركة وميليشيات الحركة الإسلامية ارتكبت تطهيراً عرقياً بحق المدنيين العزّل في المنطقة. 

وأوضحت أنّ تلك القوات تعمدت ارتكاب جرائم قتل بحق عدد من الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى حرق وتدمير آبار المياه، والأسواق، ومنازل المدنيين، والمركز الصحي، والمدارس، وكافة المرافق العامة والخاصة.

واختتمت بيانها بوصف الهجوم بأنّه محاولة تهدف إلى تحويل الصراع إلى “صراع قبلي لخدمة أجندة الجلاد.”

هذا، وأصدرت تنسيقية الرحل والرعاة في ولاية جنوب دارفور بياناً أدانت فيه الهجوم على قرية الزرق، واصفةً إيّاه بأنّه “هجوم عنصري”، وتعهدت بالاقتصاص للضحايا.

وقد وصف مراقبون ما يحدث بأنّه محاولة من الحركة الإسلامية، التي أشعلت فتيل الحرب، لتحويلها إلى صراع قبلي أو إثني في دارفور، مع الاعتماد على الوسائل القديمة نفسها (عرب ضد زرقة)، لتحقيق هدفهم بالعودة إلى السلطة دون تكبد خسائر كبيرة.

وأوضح مراقب سياسي أنّ الإسلاميين يسعون إلى تشتيت الانتباه عن الصراع الأساسي، عبر تحويل الحرب إلى نزاع قبلي، ممّا يخفف الضغط عليهم، ويتيح لهم فرصة لإعادة ترتيب صفوفهم واستعادة نفوذهم. وأشار إلى أنّ هذه الاستراتيجية تتضمن تغذية الانقسامات القبلية داخل قوات الدعم السريع التي تضم مقاتلين من خلفيات قبلية متعددة.

واتفق المراقبون على أنّ هدف الإسلاميين هو تحويل الحرب في السودان إلى صراعات إثنية وقبلية، كوسيلة لتحقيق غايتهم في الوصول إلى السلطة. وأكدوا أنّ (الحركة الإسلامية) على استعداد للتضحية بدارفور بكل مكوناتها، بما في ذلك الحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش حالياً، لتحقيق هذا الهدف بأيّ ثمن.

يُذكر أنّه منذ بداية الحرب في 15 نيسان (أبريل) من العام الماضي، وباستثناء أحداث (الجنينة)، لم تشهد دارفور نزاعات عرقية مباشرة بين المكونات القبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى