أحداث

أسواق الدم: تحالف البرهان والإخوان يفتح بوابة صفقات السلاح في السودان


يدخل السودان عامه الثالث من الحرب الدامية التي مزّقت مؤسساته العسكرية والسياسية، وأغرقت ملايين المدنيين في النزوح والجوع. 

وبينما يرفع رئيس الجيش عبد الفتاح البرهان شعار “الحرب حتى (100) عام”، تكشف الحقائق الميدانية والتحقيقات الدولية عن شبكة واسعة من صفقات تسليح مشبوهة، تربط قوات الجيش السوداني (المعروفة بقوات بورتسودان) بدول مثل إيران وتركيا وباكستان، مع حضور واضح لجماعة الإخوان المسلمين التي تحاول استعادة السلطة بأيّ ثمن.

ووفق وثائقي لموقع (إرم)، فإنّه منذ أواخر عام 2023 ظهرت مُسيّرات إيرانية من طراز “مهاجر-6” في سماء السودان. وأكدت تقارير أممية وصحفية وصولها عبر رحلات شحن مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، ومزودة بقنابل موجهة وصواريخ قصيرة المدى.

العلاقة العسكرية بين السودان وطهران تعود إلى عهد عمر البشير والحركة الإسلامية (ذراع الإخوان المسلمين في السودان)، حين سمح لإيران ببناء مصانع ذخيرة أبرزها مصنع اليرموك الذي قصفته إسرائيل عام 2012. ومع اندلاع الحرب الحالية عاد التعاون العسكري الإيراني بقوة لدعم قوات البرهان.

الكاتب السياسي شوقي عبد العظيم يؤكد في تصريح صحفي أنّ “الإسلاميين الذين حكموا السودان ثلاثة عقود فتحوا الأبواب أمام إيران، واليوم تعود تلك العلاقة لتغذية الحرب بالسلاح والتكنولوجيا”.

على خطٍّ موازٍ، دخلت تركيا بقوة إلى ساحة الحرب. وقد كشفت تقارير غربية مثل واشنطن بوست و ADF Magazine عن عقود تفوق (120) مليون دولار بين الجيش السوداني وشركة بايكار التركية، شملت شراء طائرات بيرقدارTB2 ، إضافة إلى منظومات تحكم أرضية ورؤوس حربية.

أولى الشحنات وصلت عبر ميناء بورتسودان في آب (أغسطس) 2023، وتبعتها دفعات أخرى خلال الشهور اللاحقة. وقد استُخدمت الطائرات التركية في معارك الخرطوم وكردفان، وضرب قوافل الإمداد التابعة لقوات الدعم السريع، لكنّها تسببت أيضًا في مجازر ضد المدنيين في مناطق مكتظة بالسكان، ودمرت مساعدات إنسانية بحسب تقارير صحفية دولية.

هذا، وتتداول الأوساط الدفاعية تقارير عن صفقة ضخمة بين الخرطوم وإسلام آباد تشمل طائرات تدريب قتالي ومُسيّرات ومنظومات دفاع جوي. الاتفاقية التي وُقّعت خلال زيارة قائد القوات الجوية السودانية إلى باكستان، تبقى في دائرة الغموض، ويُرجح أنّ بعض الأسلحة مصدرها دول أخرى مثل الصين.

الباحث من معهد ستوكهولم الدولي زين حسين يؤكد أنّ “الاتفاقية مهمة وضخمة، لكنّها تثير علامات استفهام كبيرة حول استيراد الأسلحة إلى منطقة نزاع دامية، حيث تُرتكب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني”.

ووراء هذه الصفقات العسكرية، يطفو على السطح الصراع بين البرهان والتيار الإسلامي. فالجيش منقسم بين ولاءات متباينة. ويوضح شوقي عبد العظيم أنّ “الإسلاميين يحيطون بالبرهان إحاطة كاملة، وهدفهم من الحرب العودة إلى السلطة”، محذّرًا من أنّ أيّ تراجع عسكري للبرهان سيضعه في مأزق وجودي.

لكنّ الإخوان أنفسهم يعيشون انقسامات داخلية بين قيادات مثل علي كرتي (المتهم بقيادة المعركة)، وأحمد هارون (المطلوب للجنائية الدولية)، وإبراهيم غندور، ونافع علي نافع، وهو ما يعكس صراعًا على “الغنيمة السياسية” بعد الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى