أحداث

أزيز القصف يفاقم محنة السودان


وتيرة القتال في السودان بين الجيش وقوات “الدعم السريع” تمضي نحو الأسوأ وتهدد بانزلاق الأوضاع نحو “الكارثة” دون أفق لنهاية قريبة.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يشهد السودان حربا بين الجيش وقوات “الدعم السريع” خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.

واليوم الثلاثاء، أفاد شهود باندلاع اشتباكات عنيفة بمقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، و”سلاح الإشارة” بمدينة بحري شمالي العاصمة.

وحسب الشهود، فإن الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة أدت إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المدينة.

ويقول المواطن السوداني، إيهاب الأمين: “شاهدنا دوي الانفجارات العنيفة، في سماء مدينتي الخرطوم وبحري إثر القصف المدفعي الثقيل المتبادل بين الجيش وقوات “الدعم السريع“.

وأشار الأمين إلى أن “الاشتباكات ما زالت مستمرة، والأوضاع تمضي نحو الكارثة”.

كما أبلغ شهود عيان باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” بعدد من المواقع بحي أم بدة بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.

وحسب الشهود، فإن القتال بالأسلحة الثقيلة ضاعف صعوبات الحياة في صفوف المدنيين خاصة فيما يتعلق بإمداد الكهرباء والمياه وانقطاع شبكة الإنترنت.

ويقول المواطن السوداني يوسف إبراهيم، إن أحياء مدينة أم درمان تشهد قتالا عنيفا، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة.

وأوضح إبراهيم أن الاشتباكات مستمرة منذ الصباح الباكر، وحتى اللحظة”.

أوضاع الولايات

وتشهد بعض ولايات السودان أوضاعا كارثية جراء شح السلع الاستهلاكية منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وتقول المواطنة عبير إسحاق إن مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان تشهد ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الوقود والسلع الاستهلاكية.

وأضافت إسحاق أن الأوضاع تمضي نحو الأسوأ، بسبب الاشتباكات المتواصلة بين الجيش وقوات “الدعم السريع“.

وتسعى قوات “الدعم السريع“، منذ بداية الحرب، للسيطرة على الأبيض، لموقعها الاستراتيجي، والاستيلاء على مطار المدينة، وقاعدة “شيكان” الجوية، من أجل إحكام السيطرة وتوسيع عملياتها القتالية هناك.

كما أبلغ شهود عيان بأن النازحين في معسكرات دارفور يواجهون شبح المجاعة، ويأملون في عودة برنامج الأغذية العالمي لتلبية احتياجاتهم الإنسانية.

وخلال الأسابيع الماضية، سيطرت قوات “الدعم السريع” بشكل كامل على مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دافور، ومدينة زالنجي، حاضرة ولاية وسط دارفور، ومدينة الجنينة، حاضرة ولاية غرب دافور، ومدينة الضعين، حاضرة ولاية شرق دارفور.

وبذلك لم يتبق سوى مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، لتحكم سيطرتها بشكل كلي على كامل إقليم دارفور.

غياب الحل 

مع تسارع وتيرة الاشتباكات العنيفة، لم تصدر عن الوساطة (السعودية – الأمريكية) أي توضيحات جديدة بشأن استئناف جولة جديدة من المفاوضات لإنهاء الحرب وإرساء السلام.

ومؤخرا، قررت الوساطة تعليق الجولة الثانية من المفاوضات إلى أجل غير مُسمى، على أن يغادر الوفدان لإجراء مشاورات مع القيادة، بعد إخفاق الأطراف في تنفيذ إجراءات بناء الثقة وإنهاء الوجود العسكري بالمدن الرئيسية.

وبالنسبة للكاتب والمحلل السياسي، عبد اللطيف أبو بكر، فإن تعليق المفاوضات بين الجيش وقوات “الدعم السريع” يطيل أمد الصراع المسلح، ويمضي بالبلاد نحو الهاوية.

ويقول أبو بكر إن الوساطة مطالبة، أكثر من وقت مضى، بتقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع من أجل إيقاف الحرب والاتجاه نحو الحل السلمي.

وأضاف محذرا من أن “السودان على حافة الهاوية، وعلى الجميع الانتباه للخطر، وانزلاق البلاد نحو الفوضى الشاملة”.

وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت الرياض استئناف المحادثات بين طرفي النزاع في مدينة جدة برعاية سعودية أمريكية، لبحث الوصول لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات.

وكانت المفاوضات السابقة بين ممثلي الجيش و”الدعم السريع” بجدة أسفرت، في مايو/أيار الماضي، عن أول اتفاق بينهما حمل اسم “إعلان جدة”.

وشمل الاتفاق التزامات إنسانية وشروطاً حاكمة تطبق فورًا، قبل أن تعلق المحادثات في يونيو/حزيران الماضي بسبب “الانتهاكات الجسيمة والمتكررة” لوقف إطلاق النار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى