أزمة الشرعية تتمدّد.. سفراء ينقلبون على البرهان ويصطفّون مع قوات الدعم السريع

تكررت في الأسابيع الماضية حالات انشقاق السفراء العاملون في سفارات سودانية خارج السودان على الحكومة التي يقودها عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة في السودان، وأصبحت سفارة السودان في المغرب هى أحدث سفارة تلحق بسفارة السودان بالمغرب في أحدث انشقاق دبلوماسي على حكومة الخرطوم.
وفي نفس الوقت يحاول قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي ) تشكيل كيان سياسي ودبلوماسي موازي للحكومة الشرعية في السودان، من خلال الدخول في شراكات سياسية مع عدد من الأسماء البارزة في السياسة السودانية.
وحتى الان نجح حميدتي في استقطاب عدد من القوى السياسية في السودان وشمل ذلك قياديون محسوبون على أحزاب تاريخية في السودان من بينها حزب الامة والحزب الاتحادي، بالإضافة لقيادات نافذة داخل الجبهة الثورية السودانية التي تضم عدد من الحركات السياسية اليسارية المسلحة التي انتفضت ضد نظام حكم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير.
ويزعم حميدتي انه يحارب من أجل تشكيل حكومة سودانية ديمقراطية تضم كل أطياف المجتمع السوداني، وفي نفس الوقت دعم حميدتي إصدار بيانات سياسية تأسيسية تتحدث عن مصطلح جديد هو ( الشعوب السودانية ) بدلا من الشعب السوداني الواحد، وعلى الرغم من أن طيف واسع من الشعب السوداني يعتبر حميدتي مسؤولا عن الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها الدعم السريع وتشمل جرائم قتل واغتصاب وخطف رهائن وطلب فدية، إلا أن بعض المنخرطين في العمل السياسي في السودان دخلوا في اتفاقيات سياسية مع حميدتي بزعم تشكيل حكومة اليوم التالي في السودان بعد توقف الحرب
يقول إسماعيل الحميدان الأمين العام لحركة تحرير كردفان، والقيادي في الجبهة الثورية السودانية، إن تكرار حالات انشقاق السفراء على حكومة الخرطوم وإن كانت قد بدأت بسفارة السودان في أبو ظبي ثم سفارة السودان في المغرب، ليست هى حالات الانشقاق الدبلوماسي الوحيدة التي تحدث منذ اندلاع الحرب في السودان، بل أن هذه الحركة في الانشقاقات بين الدبلوماسيين السودانيين شملت حتى الان عشرات الدبلوماسيين العاملين في بعثات السودان الدبلوماسية، وإن كانت سفارة السودان في أبو ظبي وسفارة السودان في العاصمة المغربية الرباط هى الأشهر لأن شخص المنشق في كل حالة هو السفير ويتبعه في الغالب باقي أطقم السفارة.
ويحذر الحميدان من خطورة مثل هذه الحالات من انشقاق الدبلوماسيين على الحكومة الشرعية في السودان لأنها تقلل من شرعية التمثيل الشرعي للحكومة ليس فقط في مواجهة الدول التي تحدث فيها هذه الانشقاقات بل وفي المجتمع الدبلوماسي بشكل عام.
ويضيف الحميدان إنه من الواضح أن الدبلوماسيين الذين انشقوا على حكومة الخرطوم قد تعرضوا لإغراءات مالية كبيرة، ولا يستبعد الحميدان ان تكون دولة الإمارات هى التي تقف وراء مثل هذه الاغراءات المالية، خاصة وأن هناك تصريحات إعلامية متبادلة بين المسؤوليين الرسميين في كل الدولتين حول مثل هذه الانشقاقات، والدعم العلني من جانب حكومة ابو ظبي لحركة الانشقاقات الدبلوماسية.
ويشير الحميدان إلى ما يملكه عشرات الدبلوماسيين المنشقين عن الخرطوم من وثائق سياسية تحمل درجات سرية وقد يكون لها تأثير على سياسي في حالة إساءة استخدام مثل هذه الوثائق.
ويضيف حميدتي انه في كل الاحوال فإن اليوم التالي في السودان سوف يشهد تشكيل حكومة واسعة الطيف، وأن كل الحركات السياسية التي تحاول الان الدخول في شراكات من أجل الفوز بكعكة في حكومة اليوم التالي لا تتردد في اتخاذ كل سبيل ممكن يجعلها حاضرة على طاولة المفاوضات عقب توقف الحرب الأهلية في السودان للتفاوض حول تشكيل المشهد السياسي في السودان في فترة ما بعد الحرب.
