
تتزايد المؤشرات حول تورط ميليشيات إخوانية في تعميق النزاع السوداني، عبر عمليات دموية ممنهجة، تُدار بعقلية انتقامية، إذ تنشط هذه المجموعات المسلحة داخل السودان وبدعم خارجي، تمارس القمع والانتهاك بحق المدنيين، وتستثمر في إدامة حالة الفوضى لأهداف إيديولوجية وسياسية.
وتشكل الميليشيات الإخوانية حضوراً واضحاً في الصراع بالسودان، وتأتي في مقدّمتها ميليشيا “البراء بن مالك” بسجلها الدموي، إذ ارتكبت انتهاكات واسعة ومشهودة ضد المدنيين، في مختلف مناطق البلاد، إلا أن أبشع مجازرها ارتكبت في ولاية دارفور متسمة بطابع انتقامي، وفقا لتقرير نشره موقع “إرم نيوز”.
وتُعرف ميليشيا “البراء بن مالك” التي يرأسها المصباح أبو زيد وتضم نحو 20 ألف مقاتل، بأعمال التنكيل والتشويه على جثث ضحاياها، وسبق أن مثّل عناصرها بجثة مقاتل وبقروا بطنه وأخرجوا أحشاءه، في عمليات متكررة تهدف لترويع سكان المناطق التي يدخلونها.
وتعدُّ هذه الميليشيا الأكثر تسليحاً وتدريباً، إذ كشفت تقارير سابقة عن تلقيها تدريبات مباشرة من الحرس الثوري الإيراني، مركزة على تشغيل الطائرات المسيّرة التي أصبح لها تأثير كبير في سير المعارك، وأسهمت في زيادة كبيرة في أعداد الضحايا من المدنيين.
وهناك أيضاً، بحسب “إرم نيوز”، ما يُعرف بـ “كتائب الظل” وهي التي تأسست في العام 2018، ومع اندلاع الصراع الأهلي الأخير، قاتلت إلى جانب قوات البرهان، في حروبه في جنوب السودان والنيل الأزرق وجنوب كردفان، إلى جانب لعب الأدوار الخفية في تصفية المتظاهرين والمعارضين السياسيين، وقد نشأت عن قوات الدفاع الشعبي، سيئة الصيت.
ومن ضمن الكتائب الإخوانية كذلك البنيان المرصوص التي تشكلت من عناصر سابقة في نظام البشير المخلوع ومقاتلين من مختلف الأجهزة العسكرية لجماعة الإخوان، خصوصاً جهاز الأمن السري التابع للحركة الإسلامية.
هذا إلى جانب “درع السودان، وهي إحدى أبرز الميليشيات التي تقاتل إلى جانب البرهان، ويقودها أبو عاقلة كيكل، وتتشكل من نحو 75 ألف مقاتل، لكنّها عُرفت أكثر بارتكابها الواسع للانتهاكات، وكثيراً ما نددت المنظمات الحقوقية الدولية بمجازرها المشهودة، ففي يناير الماضي قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن “قوات درع السودان”، تتعمّد استهداف المدنيين على نحو “انتقامي”، وأن مجازرها ترقى إلى “جرائم حرب”.
وفي سعيها لإطالة أمد الصراع، اعتمدت قوات البرهان على أذرع خارجية، خصوصاً من إريتريا وإثيوبيا، وتنشط جلها في المنطقة الشرقية، وهو ما أدى إلى زعزعة الأوضاع في كل الإقليم، لا سيما أن المكونات الإثنية ممتدة ومتداخلة في الحدود الجغرافية للبلدان الثلاثة.
ودربت دولة إريتريا داخل أراضيها وتحت إشراف جيشها أربع ميليشيات مسلحة من شرق السودان، وهي: الأورطة الشرقية، قوات مؤتمر البجا المسلح، قوات تحرير شرق السودان، ومؤتمر البجا – القيادة الجماعية.
كما أن هناك أربع ميليشيات دارفورية حليفة لقوات البرهان تعمل في الإقليم، وهي كلها تحمل الاسم نفسه قوات حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، قوات حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، قوات حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى طمبور، قوات تحرير السودان بقيادة صلاح تور.
وقد ظهرت مؤشرات خطيرة لدى مراقبين تتعلق بكيفية ارتكاب قوات البرهان والميليشيات المتحالفة معه، انتهاكات دموية ضد المدنيين والعسكريين والمرافق العامة، بحسب تقارير حقوقية.
وشهد السودان اعتقالات واسعة لمحتجين، حيث وثقت منظمات المجتمع المدني حالات اختفاء قسري لعشرات السودانيين، واستخدمت قوات الأمن القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين؛ ما أدى إلى مقتل المئات.